معجزات القرآن الكريم: تحدي الإعجاز اللغوي والتشريعي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: القرآن الكريم معجز في لفظه، وفي معناه، وفي أثره، مما يجعله فريداً في تاريخ البشرية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

القرآن الكريم معجز في لفظه، وفي معناه، وفي أثره، مما يجعله فريداً في تاريخ البشرية. أما الإعجاز اللغوي، فهو في فصاحة القرآن وبلاغته، حيث تحدى الله تعالى المشككين أن يأتي أحد بسورة من مثله، وأصغر سورة عددها ثلاث آيات. وقد أكد العلامة الطاهر بن عاشور في مقدمة تفسيره "التحرير والتنوير" أن الإعجاز اللغوي يتجلى في ثلاث جهات رئيسية: بلوغ الغاية القصوى في الفصاحة والبلاغة، ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في نظم الكلام، وما أودعه من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية.

أما الإعجاز التشريعي، فهو في الأحكام والتشريعات التي جاء بها القرآن، والتي تظل معجزة مستمرة على مر العصور. ففي القرآن تشريعات تلائم جميع الأزمنة والأمكنة، وتتجاوز عقول البشر في عصر نزوله وفي عصور لاحقة. كما أن القرآن يحتوي على أخبار عن المغيبات، مما يدل على أنه منزل من علام الغيوب.

وقد تحدى الله تعالى المشككين أن يأتيوا بمثله أو بعشر سور مثل سورة من مثله، أو بسورة واحدة مثل سوره الأقصر. وقد أكد الله تعالى أنهم لن يستطيعوا فعل شيء من ذلك، مما يجعل القرآن معجزة مستمرة على تعاقب السنين.

وبذلك، فإن معجزات القرآن الكريم تتجلى في إعجازه اللغوي والتشريعي، مما يجعله دليلاً قاطعاً على صدق رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته الخالدة إلى يوم القيامة.


الفقيه أبو محمد

17997 blog posts

Reacties