سنة الظهر، وهي إحدى السنن المؤكدة عند جمهور الفقهاء، تتألف من ثنتين ركعتين قبل فرض الظهر وثلاث بعدها. يُؤدى ركعتي سنة الظهر الأولى قبل رفع الإمام لصلاة الفرض مباشرةً، بينما يتم تأدية الثلاث الثانية عقب سلام المُصلِّي من الصلاة الرئيسية. هذا النوع من السنة له فضل عظيم وقد وردت أحاديث كثيرة تحثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
في الحديث الشريف، يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: "من صلى ليلاً وأصبح شُرِعاً ثم صلى مع المسلمين حين يزول النهار فله أجر حجة وعمرة" رواه البخاري ومسلم. ومعنى قوله "شُرعا"، وهو مصدر الفعل الشرعي، يشير إلى الصلاة غير المفروضة مثل سنن الرواتب التي تُصلى يومياً وزمانياً خارج الأوقات المحددة للصلوات الخمس المفروضة.
كما جاء في الحديث الآخر أنه قال -صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجد». والإمساك بالسنة هنا يعني القيام بما أمر به الرسول الكريم وخلفائه الراشدون رضوان الله عليهم جميعاً. ومن ضمن ذلك إتمام كل واجب شرعي منهاج حياة المسلم الحق حتى وإن لم يكن مذكور بشكل واضح بالحروف كما هي حال بعض الأمور الثابتة بالضرورة العقائدية والنقلية والتي لها حجيتها الخاصة أيضًا.
وبالتالي فإن معرفة كم عدد ركعات سنة الظهر تساهم بمعرفة عدد الركعات المتوجبة علينا خلال اليوم وذلك حسب ما أسسه لنا نبينا الأكرم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم والذي بلغ رسالات رب العالمين كاملة ودون زيادة ولا نقصان كما أخبر بذلك سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حيث يقول جل وعلى:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
