حمزة بن عبد المطلب، عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، هو سيد الشهداء بلا منازع. هذا اللقب ناله حمزة لما أظهره من شجاعة وإقدام في سبيل الدفاع عن الإسلام ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم. حمزة، الذي كان أكبر من النبي بسنتين أو أربع سنين حسب بعض الروايات، كان معروفاً بشجاعته وقوته، حتى لُقب بأسد الله ورسوله.
إسلام حمزة جاء بعد أن آذاه أبو جهل، أحد أعداء الإسلام، أمام النبي صلى الله عليه وسلم. عندما علم حمزة بما حدث، غضب غضباً شديداً وذهب إلى ناد لقريش عند الكعبة حيث كان أبو جهل جالساً. ضرب حمزة أبو جهل بقوسه على رأسه، مما أدى إلى شج رأسه. رغم محاولة رجال قريش الدفاع عن أبي جهل، أعلن حمزة إسلامه بشجاعة، مؤكداً على إيمانه برسالة النبي صلى الله عليه وسلم.
هاجر حمزة إلى المدينة المنورة بعد إسلامه، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة. شارك حمزة في غزوة بدر بشجاعة ملحوظة، حيث قاتل بسيفين. وفي غزوة أحد، استشهد حمزة بطريقة مأساوية. بعد أن عثر أثناء القتال، انكشف درعه عن بطنه، فزرقه وحشي الحبشي بحربة، مما أدى إلى مقتله.
استشهاد حمزة كان خسارة كبيرة للنبي صلى الله عليه وسلم، الذي بكى عليه بكاءً شديداً. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سيدُ الشهداءِ عندَ اللهِ يومَ القيامَةِ حمزةُ بنُ عبدِ المطلِبِ". هذا اللقب يعكس مكانة حمزة العالية في الإسلام، حيث يعتبر أحد أبرز الشهداء في تاريخ الإسلام.
حمزة بن عبد المطلب، أسد الله ورسوله، ليس فقط سيد الشهداء بل أيضاً رمز للشجاعة والإقدام في سبيل الدفاع عن الدين الإسلامي.