تعدّ أيام التشريق جزءاً أساسياً من مناسك الحج والعمرة عند المسلمين. وتسمى هذه الأيام الثلاثة التالية ليوم النحر، وهي العاشر والحادي عشر والثاني عشر من شهر ذي الحجة. اشتُقت تسميتها نسبةً إلى فعل "التشريق"، وهو إلقاء الجمرات أثناء أداء هذا الشعيرة المهمّة خلال موسم الحج.
في الإسلام، يُعتبر يوم عرفة يوم خالداً ومباركاً، لكن أيام التشريق لها أهميتها الخاصة أيضاً. بعد الانتهاء من نحر الهدي ودفن شعرات الرأس والمكانس، يبدأ الحجاج بمباشرة رمي الجمار الثلاث. تبدأ هذه العملية برمي جمرة العقبة الكبرى في اليوم الأول من أيام التشريق، ثم تتبع ذلك بإرجاع الحجر الأصغر وجمرة الوادي كل منهما في اليوم الثاني والثالث على الترتيب. إن دقة توقيت وترتيب هذه الأعمال ضرورية لاتمام الطواف بشكل صحيح وفقا لتعليمات الشريعة الإسلامية.
بالإضافة إلى رمي الجمار، فإن طواف الإفاضة هو مبدأ آخر هام خلال أيام التشريق. يقوم فيه الحاج بتقديم سبع أشواط حول الكعبة المشرفة قبل الخروج من مكة المكرمة للمبيت بريدة خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة.
تجدر الإشارة هنا أيضًا إلى أن أحد الأحكام المتعلقة بدماء ذبائح الحجاج تكون خلال أيام التشريق تحديداً؛ حيث يجوز للحجاج تناول لحوم ماذبحوه بأنفسهم بشرط النية الصحيحة والتزام تعليمات الشريعة فيما يتعلق بالطريقة المناسبة للقتل والصرف. أما بالنسبة لأهل البيت وغيرهم ممن ليسوا حجيجًا، فلا يحل لهم إلا اللحوم التي ذبحها حجاج مؤهلون بطريقة شرعية وصحيحة.
خلال فترة أيام التشريق، يدعو المؤمنون الله طالبين الرحمة والمغفرة لما مضى من أعمال وخير ما سيأتي مستقبلاً. إنها فرصة للتوبة والاستغفار والإقبال بنيات صادقة وإخلاص لله سبحانه وتعالى. وبذلك تنتهي مراسم الحج والعمرة لعام واحد حتى يأذن بالأخرى ويستأنف المسلمون سعادتهم بالتقرب إلى رب العالمين عبر مختلف طرق القربات الدينية الأخرى طوال العام كالصلاة والدعاء والقراءة وحفظ القرآن الكريم وصلة الرحم وغيرها مما أمر به ديننا الحنيف وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.