تعدّ الغدد العرقية جزءاً أساسياً ومميزاً في الجهاز الهرمي للبشر. يبلغ مجموع هذه الغدد حوالي مليوني غدة موزعة بشكل متساوٍ تقريباً عبر سطح الجلد باستثناء مناطق معينة مثل الشفتين والأجزاء الداخلية لجفن العين والفروج والحلمة والقضيب والقناة الهوائية. تشير الدراسات إلى وجود ما بين مليون ونصف إلى ثلاثة ملايين غدة عرقية لدى الرجال مقارنة بما بين مليوني وثلاثة ملايين عند النساء. يتم تصنيفها بناءً على وظائفها المتنوعة؛ فنجد الغدد الإبارابات التي تتواجد بكثافة فوق اليدين وباطن القدمين بينما نجد الغدد ميكروفيليدينية تحت الأظافر وغدد مولر الموجودة في كافة أنحاء الجسم.
هذه الفئة الأخيرة - وهي الأكثر انتشاراً وتنتج الرطوبة الباردة والتي تعتبر مهمة جدا لتنظيم درجة حرارة الجسم وحماية الطبقة الخارجية منه ضد الجفاف والإصابة بالأمراض الناجمة عنهما. كما تلعب دورا رئيسيا في عملية التعرق التي تعمل كمكيف طبيعي للجسم وذلك بإخراج الماء الزائد بالإضافة إلى بعض المواد الضارة الأخرى كحمض اليوريك والمواد الكيميائية الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي مما يساعد بذلك في تنظيم مستوى الحموضة وضغط الدم وغيرهما من الوظائف الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، أثبت العلم الحديث دور الغدد العرقية الكبير في الاستشعار الشموي إذ أنها تساهم في تركيبة الرائحة الشخصية لكل شخص والتي يمكن استخدامها للتحديد الأمني الشخصية ودراسة علم النفس الشعوري للأفراد ضمن المجتمع الإنساني العريض. ولذلك فإن فهم بنية وهيكل ووظيفة الغدد العرقية ليس فقط ضروري لفهم العمليات البيولوجية الأساسية ولكن أيضا له تأثيرات اجتماعية ومعرفية هامة للغاية.
