الصلاة خلف قارئ القرآن بالترديد: هل هي مسموحة شرعاً?

في الإسلام، قضية قراءة القرآن بطريقة "الترديد" - أي بصوت مرتعش ومتوتر كمن يخاف- تعتبر بدعة أدخلتها بعض الطوائف منذ القدم ولم تعد إلى السنة النبوية. يع

في الإسلام، قضية قراءة القرآن بطريقة "الترديد" - أي بصوت مرتعش ومتوتر كمن يخاف- تعتبر بدعة أدخلتها بعض الطوائف منذ القدم ولم تعد إلى السنة النبوية. يعارض علماء الدين مثل هذا الأسلوب بسبب تشابهه مع موسيقى الغناء، رغم أنه لا يؤثر على فهم النص القرآني.

بالحديث عن الصلاة خلف شخص يقوم بهذا النوع من القراءة، فالاجماع هو أنها صحيحة بشرط عدم تغيير المعنى الأصلي للقرآن الكريم. يشرح الدكتور محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بأن اللحنة هنا تعني الخطأ في النطق الذي لا يؤثر على الفهم العام للمعنى. مثال على ذلك يمكن أن يكون رفع حرف 'رب' في سورة الفاتحة بدلاً من نسبه، حيث إن هذا لن يفقد السياق الديني العام للسورة. ولكن إذا أدى اللاهن إلى تحريف الكلمات بشكل كبير وبالتالي فقدان المعنى، عندها يجب تجنب اتباع ذلك الإمام.

ومع ذلك، حتى لو كانت هناك لحن بسيطة لا تتسبب في التحريف، فقد أكد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بأنه يجوز متابعة الشخص الذي يلحن طالما استجابت له السلطات المسؤولة لتحسين طرق القراءة الخاصة به. وهذا يعني أنه تحت الظروف المناسبة، ليس فقط مشروعا ولكنه مطلوب مساعدة هؤلاء الأفراد لتبسيط طريقة قراءتهم لتتماشى مع أفضل الممارسات الإسلامية.

باختصار، بالنسبة للصلاة خلف فرد يستخدم تقنية الترديد أثناء القراءة القرآنية، الأمر مباح طالما أنها لا تؤدي إلى تحريف المحتوى الرسالي. ومع ذلك، من الواجب التدخل وتعزيز القواعد الصحيحة للقراءة عندما تصبح ضرورية للحفاظ على نقاوة وعظمة كلام الله سبحانه وتعالى.


الفقيه أبو محمد

17997 ব্লগ পোস্ট

মন্তব্য