الحمد لله، يُشدد الإسلام على أهمية العدل في التعامل مع جميع أفراد الأسرة، بما في ذلك الأحفاد. يعدّ العدالة واجباً في منح الأشياء الثمينة مثل المال والعطايا حسب أقوال أهل العلم والفقهاء. يشمل ذلك الأخوة والأخوات، والبنين والبنات، وكافة الأقارب الذين تربطنا بهم صلة دم.
وفقًا للسيد عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمة الله عليه-، ثبت وجوب العدالة بين الأحفاد عند تقسيم العطايا وفق حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود والنسائي ومجمع الزوائد. يقول النبي الكريم "اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم". وهذا يعني أنه إذا كان هنالك تمييز لصالح شخص واحد على حساب البقية، فهو يُعتبر ظلمًا وهو محرمٌ تماماً.
بالإضافة لذلك، ينبغي أيضًا التحلي بالعدالة في التربية والمعاملة اليومية. يجب ألّا يستخدم الآباء والجد والجدة أي شكل من أشكال الإساءة سواء كانت معنوية أو جسمانية ضد أحفاده. فالهدف الرئيسي هنا هو رفقة هؤلاء الأطفال وتوجيههم نحو الخير والإحسان وتجنب المحرمات.
وفي حالتك الخاصة، يبدو أن هناك تفاوتًا ملحوظًا في طريقة التعامل مع أبنائك وبنات أخيك. وقد يكون سبب هذا التفاوت الاختلاف في مستويات التواصل والتفاعلات الاجتماعية المختلفة نتيجة اختلاف مكان السكن أو عدد مرات اللقاء. ولكن بغض النظر عن هذه العوامل الخارجية، ينبغي العمل على تجنب خلق بيئة مليئة بالحقد والسلبية داخل الأسرة بإعلام أمك وأبوك بشكل لطيف حول كيفية تأثير هذه التصرفات على مشاعر جميع الأطفال وكيف أنها قد تؤثر سلبياً عليهم بمستقبلهم. كما يمكنك تحفيز أبنائك للتصرف بحسن الخلق والتسامح حتى وإن شعر البعض منهم ببعض الظلم في الوقت الحالي.
أخيراً وليس آخراً، تحتسب أجرك من خلال تقديم الدعم الكافي لأبنائك مقابل تحملهم لإزعاجات المحتملة بسبب التصرفات المذكورة سابقاً. استمر بالتأكيد بأن العلاقة الحميمة والاحترام المتبادلين سوف تزدهر عندما يتم تقدير كل فرد ضمن الحدود الموضوعة بواسطة الدين الإسلامي.