استناداً إلى تفسيرات علماء الدين الإسلامي، هناك اختلاف بين العلماء بشأن طبيعة الوحي الذي أوحاه الله لأم موسى. القول الأكثر شيوعاً يُشير إلى أن الأمر كان "إلهاماً"، حيث قذف الله في قلبها الأفكار اللازمة لاتخاذ قراراتها. وهناك آراء أخرى تشير إلى أنها كانت رؤية أثناء المنام، أو حتى رسول من الملائكة الذي تحدث إليها بشكل مباشر.
على الرغم من احتمال كون الوحي عبر رسول من الملائكة -مثل ما حدث مع السيدة مريم والسيدة سارة والصديق الثلاثة- إلا أن التفسير العام هو أن الواحي كان نوعاً من الإلهام الروحي. يوضح الدكتور طاهر بن عاشور أن الوحي بالإلهام يتميز بإحداث شعور بالانشراح في صدر المستقبل له، مما يؤكد له صدقه وأصله الرباني.
من المهم ملاحظة أن الإلهام ليس فقط مجرد فكرة تمر بخاطر الإنسان، ولكنه رسالة واضحة ومطمئنة تُدخل اليقين في قلوب أولئك الذين يتلقونه منها. وهذا النوع من الرسائل قادرة على تقرير مسار حياة الشخص بغض النظر عن مدى خطورتها أو تعقيدها، كما شهدناه بحكمة أم موسى عندما وضعت مولودها في نهر النيل رغم الخوف والحزن المحتملة.
في نهاية المطاف، يجب التنويه أن التواصل المباشر بين البشر والملائكة -بالقدرة على الكلام والاستماع- لم يكن خاصاً بالنبيين فقط حسب الأدلة التاريخية الموجودة في القرآن الكريم. لذا، بينما قد يبدو احتمالية وجود علاقة مباشرة مع ملك ممكنة بالنسبة لحالة أم موسى، إلا أن التفسيرات التقليدية تؤكد غالبًا على الجانب التعبدي والإيحائي للإلهام فيما يتعلق بالقصة.