- صاحب المنشور: كوثر بن الماحي
ملخص النقاش:تواجه الكوكب الأرضي تغيرات مناخية غير مسبوقة نتيجة للتلوث الناجم عن الأنشطة البشرية. هذه الظاهرة التي يعرفها العالم الآن بأزمات المناخ تتسبب في تأثيرات جذرية على مختلف جوانب حياتنا اليومية، لكن تأثيرها الأكثر أهمية ربما يكون على اقتصاديات الدول حول العالم.
التغير المناخي يمكن أن يؤدي إلى خسائر هائلة في الإنتاج الزراعي بسبب الجفاف والعواصف الشديدة والموجات الحارة والباردة القاسية. مثلًا، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، قد تخسر بعض المناطق المنتجة للأغذية أكثر من نصف إنتاجيتها بحلول عام 2050 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية وقوية للحد من انبعاث الغازات الدفيئة. هذا الوضع سيؤدي بلا شك إلى زيادة الأسعار العالمية للمواد الغذائية وبالتالي الاضطراب الاقتصادي المحلي والدولي.
تأثير تغير المناخ على الطاقة
بالإضافة لذلك، يهدد تغير المناخ استقرار سوق الطاقة العالمي. مع ارتفاع مستويات سطح البحر والتوسع المستمر للجليد البحري، ستصبح طرق نقل النفط والغاز أكثر تعقيداً وأقل أمناً. كما أنه من المحتمل جداً أن تشهد مناطق تصنيع الوقود الأحفوري تشوهات كبيرة نتيجة لظروف الطقس القصوى أو حتى الغرق تحت الماء في حالة المدن الساحلية. وهذا يعني إعادة توجيه الاستثمار نحو مصادر طاقة متجددة أقل عرضة لهذه المخاطر البيئية.
الأثر على الصناعة والبنية التحتية
الصناعة أيضاً ليست في منأى عن آثار تغير المناخ. الهياكل الفولاذية تتعرض للتآكل بسرعة أكبر عند التعرض للرطوبة العالية والحرارة المرتفعة مما يؤدي إلى انهيار مباني وصناعات بكاملها. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب بناء وتشغيل البنية التحتية الجديدة تكاليف وقاية ضد الفيضانات والجفاف وغيرهم من الآثار الجانبية لتغير المناخ والتي قد تكون باهظة الثمن.
الحاجة الملحة للتحول الأخضر
هذه المشاكل البيئية الخطيرة تتطلب تحركا عالميا حازما واستثمارات ضخمة في السياسات الخضراء ومبادرات كفاءة استخدام الطاقة. إن التحول نحو الاقتصاد الأخضر ليس مجرد خيار بل ضرورة ملحة لحماية الاقتصاد العالمي واستدامته في وجه تحديات المناخ الحرجة.