هوامش عجلى على الدردشة الماضية بين الشيخ عبدالله العجيري وعمر الغامدي، مقتبسة من كتابي (ثلاث رسائل) بتصرفات يسيرة.
هامش 1: تأويل مخرجات فيزياء الكم عملية ذاتية بالدرجة الأولى، وكذلك العديد من مخرجات العلم الطبيعي عمومًا، خاصة إذا استُدل بأي مما سبق على قضايا ليست من صلب العلم.
بين أيدينا نص لواحد من ألمع الفيزيائيين، ريتشارد فاينمان، وفيه يقرر بوضوح أن نفس عملية الاستدلال بمخرجات فيزياء الكموم على غير ما تدل عليه في ذاتها ليست إلا عملية ذاتية تماماً وأنها لاتمنح مشروعية لآراء الملحد أكثر مما تمنحه لآراء المؤمن، وفي هذا يقول فاينمان:
"لا يمكننا اليوم أن نعرف إن كانت معادلة شرودنجر تحوي ضفادع، أو مؤلفين موسيقيين، أو مبادئ أخلاقية، أو أنها لا تحوي شيئًا من ذلك. ولا يمكننا أن نعرف إن كانت تحتاج إلى شيء يقف وراءها، كإله مثلًا، أم لا ...
...لذا يمكننا جميعًا أن نعتنق آراءً راسخة في أي اتجاه شئنا".
(انظر: ريتشارد فاينمان: حياته في العلم؛ تأليف / لورنس كراوس، دار كلمات، ص164).
هامش2: بمناسبة السببية، ومحلها في فيزياء الكم.
هناك فهم ضحل لفيزياء الكم أو تقليد ساذج لما تلوكه الألسنة. في مقاله "مدخل إلى قضايا الفلسفة الطبيعية"، يتعرض ف. سي. نورثروب Northrop لمبدأ العلية او السببية في ضوء مخرجات فيزياء الكم، ولا يتحدث عن شيء اسمه انتفاء العلية/السببية ...
