- صاحب المنشور: محجوب السيوطي
ملخص النقاش:تُشكل التكنولوجيا جزءاً أساسياً من الحياة المعاصرة، حيث تقدم العديد من الفوائد والمزايا التي تعزز كفاءة العمل والتعلم والتواصل. إلا أن استخدامها بلا ضوابط قد يؤدي إلى مخاطر وأضرار اجتماعية وأخلاقية. وفي هذا السياق، يبرز تساؤل مهم حول كيفية تحقيق توازن بين ثمار التكنولوجيا وبين القيم الأخلاقية والدينية للمجتمعات المسلمة.
من ناحية، توفر التكنولوجيا فرصًا هائلة للتعليم والتواصل وتبادل الأفكار. على سبيل المثال، تتيح المنصات الرقمية الوصول إلى كميات كبيرة من المعلومات التعليمية والثقافية العالمية مجانًا، مما يساعد في توسيع الآفاق المعرفية وتعزيز الابتكار. كما أنها سهّلت وسائل التواصل الاجتماعي، والتي رغم مخاطر الانعزال الاجتماعي وصورة الذات الزائفة، فإنها يمكن أن تكون أدوات فعالة للحفاظ على روابط عائلية واجتماعية قوية خاصة خلال الفترات الاستثنائية مثل جائحة كورونا.
مع ذلك، هناك تحديات كبيرة تحتاج إلى معالجة:
- الأمان والحماية الشخصية: تُشكّل البيانات الشخصية مصدر قلق كبير بسبب اختراقاتها المتكررة واستخدام هذه البيانات لأغراض غير أخلاقية أو تجارية.
- الإدمان والتأثير النفسي: يعد الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية أحد المخاطر الرئيسية التي تتعلق بصحة الشباب النفسية والجسدية.
- محتوى الإنترنت الضار: انتشار المحتويات المسيئة دينيا أو أخلاقيا يشكل تهديدا مباشرا للقيم الإسلامية وجيل المستقبل.
في الإسلام، يتم التأكيد بشدة على أهمية التعامل مع الثروة الحديثة بطريقة مسؤولة ومليئة بالأخلاق الحميدة. القرآن الكريم يحث المؤمنين دوما على الاعتدال والتفكير العميق قبل اتخاذ أي خطوة ("وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا"). وهذا يعني أنه ينبغي تنظيم الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات وإعطاء الأولوية لما يفيد الروح والقلب بالإضافة للجسد والعقل.
ومن هنا يأتي دور المؤسسات الدينية والمعلمين ووالدي الأطفال لتوجيه الأطفال والشباب نحو استعمال مفيد ومتوازن للتكنولوجيا، وذلك عبر غرس مفاهيم مثل الاحترام الذاتي والمسؤولية الاجتماعية منذ سن مبكرة. كذلك تشجع الثقافة الإسلامية على البحث عن العلم والفائدة بينما تحذر أيضا من مغبة الهوس بالتقنية على حساب حياة أكثر أهمية.
هذا المقال يستعرض الجوانب المختلفة لاستخدام التكنولوجيا وكيف يمكن دمجها بسلاسة ضمن بيئة ثقافية وعملانية متوافقة مع الأعراف الدينية والأخلاقيّة للإسلام.
