إنه زمن الكورونا ... اتشطف شوقاً إلى بيت العائلة الكبير في البلد ولكن من الحب ما بعُد، مُلتزم بعدم ا

إنه زمن الكورونا ... اتشطف شوقاً إلى بيت العائلة الكبير في البلد ولكن من الحب ما بعُد، مُلتزم بعدم المخالطة والخروج من المنزل إلّا لضرورة أو لخلوة ريا

إنه زمن الكورونا ... اتشطف شوقاً إلى بيت العائلة الكبير في البلد ولكن من الحب ما بعُد، مُلتزم بعدم المخالطة والخروج من المنزل إلّا لضرورة أو لخلوة رياضية مع سيكلي الشاويش، كُلّ شي عندي سامري .. لا مساس إلّا مع التطهير، حتى طلبات الأونلاين نعقّمها ومن ثم تُمنح تذكرة الدخول للمنزل

فجأةً ومع كل هذه الاحتياطات، شعرت ب "باردة" طرحتني بلنتي، اُرتكبت المخالفة والحكم احتسبها ... تقلبت في عزّ الظهر تحت البرنوص بلا مكيف ولا مروحة ... كان جسمي يرتعش من البرد وكأنه في ليلة تخييم في الجبل الأخضر في عزّ يناير ... يا له من تناقض! جسم يتصبب عرقاً ويشعر بالبرد الشديد ...

ومن ثم نزل الصداع على رأسي نزلة جنون، امتد من الجبهة إلى خلف العيون ... ماذا انتظر بعد؟ كح كح وألم خفيف في الحلق حتى يُثبت دكتوري الداخلي أن الماهوب الذي قلقل العالم قد زارني ... مكثت بهذا الحال مدّة ٦ ساعات ... كنت انتظر الفطور وكوب القهوة حتّى يُصلحو الأمور ولكن لا فائدة..

انتشر الوسواس في تفكيري انتشار احمد كانو في الملعب ... اعتزلت زوجتي وابنتي الصغيرة وتوجهت إلى المركز الصحي لأقطع الشك بالفحص ... وهذه أول مقاربة لي مع الخطوط الأمامية للمجابهة، أن الشعور المهيمن الذي شعرت به عند أول خطوة لي داخل المركز الصحي هو الشك، كل أحد يشك في كل أحد..

الشايب الذي رمقني بنظرة واختبأ خلف العمود، موظف الإستقبال الذي أمرني بالإنتظار في السيارة حتى يتصل بي للدخول مع الطبيب، اللمبة السينيمائية التي تضئ وتنطفئ كل ثانيتين، الميتين بيسة التي لم أدفعها، صوت المكيّف وكأنه ينفخ بالونه بلا توقف...


الراضي الرشيدي

5 Блог сообщений

Комментарии