- صاحب المنشور: هناء بن فضيل
ملخص النقاش:
يتناول هذا النقاش التأثيرات المحتملة للأجهزة الرقمية على المجتمعات وكيف يمكن لهذه الأدوات القوية أن تساهم بشكل إيجابي بينما تشكل أيضاً تهديداً محتملًا للعلاقات الإنسانية المباشرة إن لم يتم التعامل معها بحذر. يركز المتحدثون على الحاجة الملحة لتحقيق توازن صحي بين عالم الإنترنت وعالم الواقع المادي للحفاظ على التواصل الاجتماعي الفعال والقيم الإنسانية.
عبد الحميد المجدوب يدعم فكرة أن التكنولوجيا ليست بالضرورة شر، لكنها قد تصبح كذلك عندما تُهمَل المسؤولية الأخلاقية المرتبطة بتوظيف هذه الأدوات. وهو يشجع الأفراد والجماعات على تعلم كيفية استخدام التكنولوجيا بكفاءة وبصورة مستدامة لتجنب الوقوع تحت سيطرتها غير المرغوبة.
تلتقي شافية السعودي مع عبد الحميد فيما يتعلق بأهمية الوصول لهذا التوازن الأمثل. إنها ترى أن تكنولوجيا المعلومات ذات قيمة كبيرة بمجرد استغلالها بإدارة مسؤولة. التشديد واضح على دور الوعي الشخصي والفردي والجماعي في الحفاظ على ديناميكية الاتصال الحيوي داخل المجتمع مع تقدُّم المعرفة العلمية والتكنولوجية الجديدة.
ويتبع بعد ذلك تعليق من عبد الحميد حيث يؤكد على الصواب المطلق لما طرحته شافية. ويضيف بأنه رغم فائدة التطبيقات الرقمية، فإن الإفراط والاستسلام الأكبر لأثرها الجانبي الخفي قد يقود نحو الوحدة والعزلة. لذلك، فإن الدور الأساسي لعائلتنا والمجتمع العام يحظى بالأولوية القصوى لإعادة بناء روابط شخصية أقوى وتعزيز الاحترام المتبادل.
أمجد الحنفي يساهم بدوره في الجدال مؤكداً على الأهمية المركزية لوضع الحدود الواضحة والاستراتيجيات المنظمة لاستخدام التكنولوجيا. وفي حين أنها توفر العديد من المنافع، إلا أنه ينصح باستخدامها وفق جدول زمني محدد واتخاذ قرارات مدروسة لمنع استخدامها المرضي. بهذا النهج المدروس، سيكون بوسع الجميع الاستمتاع بخدماتها المثمرة بدون المساهمة في تقويض جاذبية وأهمية التجربة الإنسانية اليومية.
وفي النهاية، يبدو أن كل هؤلاء المشاركين متسقون في رسالة مشتركة تدعو إلى تبني نهج أكثر نضجا تجاه عصر المعلومات الجديد؛ فهو ليس فقط حلقة جديدة في دائرة التاريخ، ولكنه أيضا فرصة سانحة لتسخير قوة الرقمنة لصالح البشرية والبشر المترابطين عبر الشبكات العنكبوتية العالمية.
