بات الجميع مقتنعا أن التواجد الإيراني في اليمن عبر ميلشيات الحوثي هدفه السعودية وأمن الخليج، ورغم أن هذه القناعة سباقة لدى السعوديين أنفسهم قبل اليمنيين؛لكنهم تلاعبوا مع حرب اليمن وأهدروا الوقت والفرص، بل تَرَكُوا ملف اليمن ملعبا مفتوحا للقطريين والإماراتيين لتصفية الحسابات فيه.
كان السعوديون يعتقدون أن إطالة حرب اليمن فرصة لتحقيق مكاسب هامشية من بينها انتقال الحكم داخل المملكة بشكل آمن وإحداث تغييرات اجتماعية واقتصادية وفكرية كبيرة تتعدى الاصلاحات دون عراقيل، كما يمكنهم ترتيب بيئة اليمن بشكل يضمن نفوذا استراتيجيا لهم،وولاء كل المكونات بما فيهم الحوثيين.
لتحقيق تلك المصلحة الهامشية فرضت الرياض سياسة "لا انتصار ولا هزيمة" لحلفائها في اليمن طوال سبع سنوات من الحرب ، وتركت أبوظبي والدوحة تلعبان في اليمن من خلال دعم ميلشيات عززت الانقسام بين اليمنيين وخلقت تمردات وانقلابات جديدة صبت لصالح ايران وميلشياتها الحوثيين في اليمن .
كانت الدوحة وأبوظبي ضمن قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية ضد انقلاب الحوثيين في اليمن،فسلكت الرياض سلوكا تعتبره ذكاء منها لضرب المكونات اليمنية واضعاف ما تبقى من مؤسسات مدنية وعسكرية وتعزز الانفصال لتظهر على أنها المنقذ الوحيد والمقبول لدى اليمنيين،ولكن صب كل ذلك لصالح طهران.
هذه السياسة الخاطئة للسعودية نجم عنها نفوذ أكبر من المتوقع للامارات في اليمن أدى إلى منع الجيش من التسليح وعرقلة عودة الحكومة الى العاصمة عدن، وأدت تلك السياسة إلى اقصاء قطر من التحالف والتورط بحصارها فانتقمت هي بتقديم دعم اعلامي ولوجستي وصل الى حد تمويل شراء المسيرات للحوثيين.