تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للشباب: تحديات جديدة أم فرص غير مستغلة؟

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياة الشباب اليوم. بينما توفر هذه المنصات شبكة اجتماعية افتراضية يمكن أن تعزز الشعور بالانتماء والمساعد

  • صاحب المنشور: عبد الودود التواتي

    ملخص النقاش:
    أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياة الشباب اليوم. بينما توفر هذه المنصات شبكة اجتماعية افتراضية يمكن أن تعزز الشعور بالانتماء والمساعدة النفسية لدى بعض الأفراد، فقد كشفت أيضًا عن مجموعة جديدة من التحديات المتعلقة بالصحة العقلية. يتعمق هذا المقال في الآثار الإيجابية والسلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية بين فئة الشباب وكيف يمكن التوازن بين الاستفادة منها وبين تقليل مخاطرها.

التأثيرات الإيجابية

  1. التواصل والدعم: تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للأفراد الوصول إلى مجتمع أكبر بكثير مما قد يواجهونه في حياتهم الواقعية. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشكلات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب الهوية الجنسية، فإن وجود مجموعات دعم عبر الإنترنت يمكن أن يكون مصدر قوة هام للغاية. الأشخاص قادرون على مشاركة تجاربهم وتلقي المشورة والدعم الهادفين من الآخرين الذين يفهمون مواقفهم الفريدة.
  1. زيادة الوعي: ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الوعي حول العديد من الحالات الصحية والعقلية التي كانت تُعتبر سابقاً محظورة ومحرجة للحديث عنها. إنها تسهّل تبادل المعلومات العلمية والأدوات العملية لإدارة الضغوط والحفاظ على رفاهنا الذهنية والجسدية. كما أنها تساهم في إلغاء الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية.
  1. الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية: أدى ظهور الطب عن بعد وخدمات الدعم النفسي عبر الانترنت إلى توسيع نطاق الخدمات المقدمة للمرضى الذين ربما لم يكن بإمكانهم الحصول عليها بسبب عوامل جغرافية أو مادية أخرى. وهذا مهم خصوصا في المناطق النائية حيث يوجد عدد أقل من المحترفين الصحيين العقليين واستشارتهم مكلفة وغالبًا ما تكون متاحة فقط بمواعيد طويلة المدى .

التحديات والصعوبات المحتملة

  1. الإعلام المضلل والإساءة الإلكترونية: غالبًا ما ينتج عن تواجد الكثير من البيانات والمعلومات تحريف الحقائق وانتشار الشائعات بشكل واسع بسرعة كبيرة مقارنة بالحوارات التقليدية الوجه–بوجه. هذا النوع من الإعلام المضلل ليس له تأثير سلبي مباشر على الصحة النفسية فحسب بل ويمكن أيضا تشجيع سلوكيات مؤذيه كالتنمر عبر الإنترنت والمضايقات الأخرى ذات البعد الشخصي والتي لها آثار شديدة الخطورة على ضحاياها خاصة الأطفال والشباب منهم أكثر عرضة لهذه الأنماط العدوانية نتيجة انخفاض خبرتهم الحياتية وقدرتها المعرفيه على التعامل مع المواقف المختلفة المفاجأة لهم.
  1. مقارنات اجتماعية وضغط عام: كمٌّ كبيرٌ من محتوى الوسائل الاجتماعية يحث بقصدٍ أو بدون قصدٍ على المقارنة المستمرة لما لدينا وما عند الآخرين؛ الأمر الذي يؤدي تدريجيًا لتكوين آراء خاطئة بشأن الذات والمعيار المجتمعي المثالي المرغوب فيه والذي عادة ماتكون نسبيه وغير واقعي تمامًا بالنسبة لحياة أي فرد بعينه نظرا تعدّد ظروفه الخاصة وظروف نشوئه ونموه . نتائج تلك الظاهرة تؤثر تأيين واضح علي ثقة الفرد بنفسه مما يدفع البعض نحو شعور عميق بالإحباط والعجز وأحيانًا يصل بهم الحد للإصابة بأمراض نفسية خطيرة كتلك المصنف ضمن قائمة "اضطرابات الغذاء".
  1. العزلة والتفاعلات الاصطناعية: رغم سهولة التواصل الكبيرة بوسائل الاتصال الحديثة إلا أنه أصبح سب

Komentar