من روائع الماغوط
——-
- القاضي: هل كنت بتاريخ كذا، ويوم كذا، تنادي في الساحات العامة، والشوارع المزدحمة، بأن الوطن يساوي حذاء؟
- المتهم : نعم.
- القاضي : وأمام طوابير العمال والفلاحين؟
- المتهم : نعم.
- القاضي : وأمام تماثيل الأبطال، وفي مقابر الشهداء؟
- المتهم : نعم.
- المتهم : نعم.
- القاضي : وأمام أفواج السياح، والمتنزهين؟
- المتهم : نعم.
- القاضي : وأمام دور الصحف، ووكالات الأنباء؟
- المتهم : نعم.
- القاضي : الوطن ... حلم الطفولة، وذكريات الشيخوخة، وهاجس الشباب، ومقبرة الغزاة
- المتهم : لقد كنت حافياً يا سيدي.
- القاضي : وأمام مراكز التطوع والمحاربين القدماء؟
والطامعين، والمفتدى بكل غالِِ ورخيص، لا يساوي بنظرك أكثر من حذاء؟ .. لماذا؟ لماذا؟
*من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً.
*من الغباء أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين.
*من الغباء أن تثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت.
.*من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي.
*الوطن حيث تتوفر لي مقومات ألحياة، لا مسببات الموت، والإنتماء كذبة اخترعها الساسة لنموت من أجلهم!
*لا أؤمن بالموت من أجل الوطن، الوطن لا يخسر أبداً، نحن الخاسرون.
*عندما يبتلى الوطن بالحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه، وعندما تنتهي الحرب ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم!
*عليك أن تفهم أن في وطني تمتلئ صدور الأبطال بالرصاص وتمتلئ بطون الخونة بالأموال، ويموت من لا يستحق الموت على يد من لايستحق الحياة!