ذكر أحدهم..
بعد أن كنا خمسة أشخاص ننام في غرفة نوم واحدة، صار حتى لغسالة الملابس غرفة خاصة بها.
أخذتني هذه المقولة بالذاكرة الى بيت جدتي رحمها الله في حي السبالة بالرياض، كانت مساحة مجلسه لا تتجاوز 11 م2، ولكن كان واسع القلب ملئ بالضحكات، يحمل بين ثناياه ضيوفها بلا تذمر أو تأفف.
كان المجلس رغم صغر مساحته وانخفاض إرتفاع بابه، كان يغطي ثلاث وظائف في المنزل، (1) المكان المخصص لإستقبال الضيوف من الرجال، (2) غرفة الطعام لهم، (3) والمكان المخصص لنوم الضيوف أو لأحد أفراد الأسرة. لو زرته الآن لما استوعبت أن هذا الفراغ الضيق والصغير يضم كل هذه الأنشطة في آن معاً.
كانت غرفة المعيشة في بيت جدتي تؤدي عدة وظائف، الاجتماع العائلي، ومكان ضيافة النساء، وغرفة الطعام للنساء أو لأهل المنزل، كما كانت غرفة المعيشة تستخدم لتنفيس البنات (والدتي أو خالاتي) والمقصود بالتنفيس هو المكان الذي يوضع فيه مكان فراش المرأة النفساء، وتقضي فيه فترة ما بعد الولادة.
واليوم، ورغم اتساع المساحات وتعددها حتى أصبح لأصغر جهاز بالمنزل غرفته الخاصة. أتساءل، ماذا تغير في تركيبتنا الإجتماعية حتى أصبحنا نستهزئ بذلك التصميم الذي عرضه على الشارع 5 متر.
تذكرت مقولة والدتي، بعد أن كبرنا وأصبحتُ أتحدث عن ضيق أي مكان..
(الضيق في النفوس يا ولدي)!
ودمتم بخير!