1
رجلا اسمه المبارك ، كان عبدا رقيقا لرجل غني اسمه نوح ابن مريم ، فطلب منه سيده أن يذهب ليحرس البساتين التي يملكها فذهب.
وبعد عدة شهور ذهب نوح ليتفقد أحوال البساتين ومعه مجموعة من أصحابه.
فقال للمبارك : ائتني برمان حلو وعنب حلو ، فقطف له رمانات ثم قدمها إليهم ، فإذا هي حامضة
2
وكذلك العنب.
فقال له نوح : يا مبارك ألا تعرف الحلو من الحامض؟
قال: لم تأذن لي ياسيدي أن آكل منه حتى أعرف الحلو من الحامض .
فتعجب الرجل وقال: أما أكلت شيئا وأنت هنا منذ شهور ؟!
قال المبارك : لا والله ما ذقت شيئا، ووالله ما راقبتك ولكني راقبت ربي ، فتعجب سيده من تلك العفة ،
3
ومن هذا الورع ، وظن في البداية أنه يخدعه، فلما سأل الجيران.
قالوا : ما رأيناه يأكل شيئا أبدا ، فتأكد من صدقه وورعه وعفته.
فقال: يا مبارك أريد أن أستشيرك في أمر عظيم ، قال: ما هو يا سيدي؟
قال: إن لي ابنة واحدة وتقدم لها فلان وفلان وفلان "من الأثرياء" فيا ترى لمن أزوجها.
4
قال له المبارك :
ياسيدي إن العرب للحسب والنسب ، و يزوجون للتقوى ،
فمن أي الأصناف أنت؟
زوج ابنتك للصنف الذي أنت منه .
فقال نوح : والله لا شيء أفضل من التقوى ، ووالله ما وجدت إنسانا أتقى لله منك فقد اعتقتك لوجه الله وزوجتك ابنتي .
عف المبارك عن رمانة من البساتين ،
5
فساق الله إليه البستان وصاحبة البستان ،
والجزاء من جنس العمل ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
فكانت النتيجة أن هذه المرأة أنجبت من المبارك ولدا هو شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك ..
انتهى
@rattibha