- صاحب المنشور: بثينة المغراوي
ملخص النقاش:تتمثل إحدى أكثر المسائل إثارة للجدل حول الذكاء الاصطناعي (AI) في تأثيره المحتمل على سوق العمل وأسواق التعليم. مع تطور التقنيات المتقدمة التي يمكنها القيام بمهام كانت تُعتبر حكراً على البشر سابقاً، ظهرت مخاوف بشأن فقدان فرص العمل وانخفاض الحاجة إلى القوى العاملة البشرية. ومع ذلك، فإن تأثيرات AI ليست بالضرورة أحادية الجانب؛ ففي حين قد يؤدي هذا التحول التكنولوجي إلى إلغاء بعض الوظائف الروتينية أو البسيطة، إلا أنه سيفتح أيضاً أبوابًا جديدة أمام مهن وتخصصات غير متوقعة.
تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
إن تقدّم الذكاء الاصطناعي قادرٌ بالفعل على تحويل الصناعات المختلفة بطرق جذرية وغير مسبوقة. فعلى سبيل المثال، في القطاع المصرفي والمالي، تقوم خوارزميات التعلم العميق بأداء عمليات رصد وتحليل البيانات المالية بكفاءة عالية ومستويات دقة استثنائية. وبالمثل، تحقق الأنظمة الآلية مدعومة بتقنية AI نجاحات كبيرة في خدمة العملاء عبر الإنترنت، وذلك عبر الدردشة الافتراضية ومراكز الاتصال الآليّة. تشير هذه الأمثلة إلى اتجاه شائع يرتبط بنمو دور الذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات التجارية، مما يتسبب غالبًا في تباطؤ معدلات التشغيل لدى الأفراد الذين يعملون حاليًا في مثل تلك المجالات ذات الطبيعة المتكررة.
وبالمقابل، هناك العديد من الخبراء الاقتصاديين ومنهم كايلا براونستون من جامعة كاليفورنيا، الذين يقولون إن آثار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على خلق وظائف جديدة أكبر حجمًا من آثارها المدمرة للعاملين الحاليين. فهذه التقنية ستولد حاجة إلى متخصصين جدد يتمتعون بخلفية تقنية وفنية قوية لتقييم وتشغيل وصيانة حلول البرمجيات الحديثة المستندة للأجهزة الإلكترونية. بالإضافة لذلك، تتطلب المشاريع الناجحة لـ AI وجود خبراء بشريين للإشراف والتوجيه والتأكد من أخلاقية استخدامها وعدم ظلم أي شخص نتيجة لها. ويُنظر لهذه الأدوار الجديدة باعتبارها فرصة مثالية لتغيير توجهات القوى العاملة نحو مجالات ناشئة وتعليم موجه خصيصًا لإعداد الطلاب لسوق العمل المتغير باستمرار الآن وفي المستقبل كذلك.
فرص مواجهة تحديات تعلم AI
أما فيما يتعلق بالتأثير الذي يخلفه الذكاء الاصطناعي على نظام التربية الرسمي، فأمر يستحق النظر فيه أيضًا. حيث بدأ ظهور دورات تعليمية مصممة وفقlyخصصٍ لتحضير الطلبة لمواجهة العالم الواقعي الجديد المنضوي تحت مظلة الذكاء الاصطناعي. توفر الجامعات والشركات الخاصة مجموعة متنوعة من المهارات العملية اللازمة لأجيال الشباب لدعم انطلاق مشروعات مبنية على أساس تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات وكذلك تطوير أعمال قائمة عليها. كما تعمل الجهات الحكومية للتأكيد أهمية إدماج مفاهيم التعلم المبني على الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية الأساسية كجزء أصيل منها وليس مجرد موضوعwahlfrei اختياري سطحى. ويندرج كل ذلك تحت بند "التكيف