ثورات وصراع من أجل الاستقلال والحرية: دروس من كيدال

تناولت هذه المناقشة قضية ثورية ذات بعد تاريخي وثقافي عميق تتعلق بمطالِبات شعب كيدال الواقعة بشمال شرق مالي بالاستقلال والحرية منذ العام ٢٠١٣ ضد جهود ا

  • صاحب المنشور: نيروز الشرقاوي

    ملخص النقاش:
    تناولت هذه المناقشة قضية ثورية ذات بعد تاريخي وثقافي عميق تتعلق بمطالِبات شعب كيدال الواقعة بشمال شرق مالي بالاستقلال والحرية منذ العام ٢٠١٣ ضد جهود الحكومة المركزية المدعومة دولياً لتوسيع سلطتها القسرية.

برزَ في هذا الـنقاش ثلاثة وجهات نظر رئيسية تركز كل منها على زاوية مختلفة ولكن مرتبطة ارتباطاً عضويا بالقضية الأساسية وهي حق الشعوب الأصلانية في تقرير مصائرها الخاصة:

  1. يقول نادر بن شماس إنّ صراع كيدال يجسد تناقضات السلطة المركزية واستحقاق المجتمع المحلي لحكم ذاتي مستقل. فهو يشير إلى أنه حتى لو كانت قوات النظام والأمم المتحدة موجودة، إلا أنّ الإرادة الثورية للسكان الأصليين غير قابلة للانهيار بسبب إيمانهم الراسخ بخياراتهم السياسية والاجتماعية. ويُشدد أيضًا على ضرورة أخذ احتياجات ورغبات هؤلاء السكان بعين الاعتبار عند وضع السياسات العامة. كما خصص جزءًا صغيرًا لنقد حالة انقسام الصفوف بين الفصائل داخل حركة آزواد التي قد تعيق تقدم المساعي نحو الحرية المنشودة.
  1. موافقته بن عيسي مقرني لفكرة الأول ولكنه يؤكد أهميتها النسبية قائلاً: «إن اعتراف السلطات الحاكمة بتعدد الهويات والثقافات المحلية يعد شرط اساس لبناء سلام دائمي» وهو كلام يستند الى تجارب تاريخية تشدد على عدم جدوى الجهود المبنية خارج السياقات المحلية والعادات التاريخية للشعب المعني بالأمر . ويتابع موضحًا كيف تعتبر التصميمات المُعارضة للقيم المشتركة –مثلا– تهديدا مباشرا لاستقرار اي مجتمع مهما بلغ حجمه ومداه القاري.
  1. أما سفيان الدين هاشمي فقد قدم رؤية واقعية توضح تأثير تواجد القوى الدولية الغربية خاصة أثناء النزاعات الطائفية والتنافس الطبقي الداخلي حيث يساء استخدام تلك القدرات لصالح طرف واحد وبالتالي يتحول الأمر من مساعدة خارجية بريئة الي نزاع طويل الأمد بلا ضابط واضح للنهايات المرعبة لها. وينصح باستخدام وسائل أخرى للتوسط تتمثل بالسعي للإصلاح الداخلي لكل دولة معينة وذلك بإعادة هيكلة الحكومات المركزية كي تحقق العدالة الاجتماعية وتضمن حقوق الأقليات الدينية والقومية الموجودة ضمن حدود الدولة الموحدة. وإلى جانب اقتراحاته العملية ، يحذر أيضا من مخاطر التدخل الخارجي المباشر مؤكدا بأنه ليس أفضل الحلول دوما لأنه يخلق المزيد من التعقيدات ولا يؤدي حتما الي نهاية مناسبة لمدة طويلة .

وفي الأخير, خلص الجميع إلي اتفاق شامل يدور حول أن مطلب الدول الصغيرة والمتفرقة جغرافيا وغير موحدة ثقافيا يقابل برد فعل عنيف احياناً من قبل حكوماتها المركزة مما أدى إلي اشتعال فتيل التمرد والكراهية وزادت حدتها عقب وجود فرق تفاوضية دولية مجهولة المصدر ولم يكن مبينا لها خطوط حمراء ترسم الحدود الدنيا لما تسمح به وما تضعه فوق سقف توقعات شعوب هذه المناطق . ولذلك اتفقوا علي وجوب اعتماد اسلوب جديد يتمثل بالإصلاحات الاقتصادية والمعاهدات الأمنية المجردة من آثار الاحتلال السياسي المقنع والذي ترك أثراً مستمرا لدي الكثير ممن تعرضت مناطق سكناهم للاحتلال في الماضي القريب نسبيا.


ألاء الشريف

15 Blog posting

Komentar