كان لي صديق مستور الحال اثناء دراستي في المرحلة الثانوية وكان اكثر تفوقا مني في الدراسه ما عدا مادة واحدة وهي الهندسة الفراغية وكنت متفوقا فيها لدرجة انني احل المسائل دون الحاجه لرسمها، ولم يستطع والده تامين تكاليف مدرس خاص له، فقررت حينها ان اقوم انا بالمهمة.
فكنت ازوره تقريبا كل اسبوعين واشرح له ما استطيع. وكان يسعدني دائما رؤية ديك لديهم. ديك جميل يمشي بخيلاء بالوان ريشه الرائعه، وقد لاحظت العائلة كلها مدي اعجابي بهذا الديك. وتمر الايام وندخل كلانا كلية الطب ولكن في مدينتين متباعدتين.
وبعد سنة تقريبا اخبرته بانني ارغب بالسفر لزيارته فتردد قليلا ثم وافق. فسافرت اليه ولكني وجدته في البيت بمفرده وقال ان اهله مسافرين. وجاء موعد الغذاء فقدم لي دجاجة وارز ورفض ان يأكل معي. ولكني لم اسمع او اري الديك. وعند مغادرتي سالته عن الديك فدمعت عيناه وفهمت انا البقية.
لقد كان الديك علي المائدة التي استقبلني عليها ولكنه خشي ان يذكر ذلك لي بسبب ضيق الحال فلم اجادل وغادرت. واتجهت علي الفور للجامعة التي يدرس فيها ودفعت عنه كل الاقساط المتأخرة دون علمه وسافرت. وانقطع التواصل بيننا ثلاثون عاما الا انني لم انس موضوع الديك.
ومنذ عام قررت ان ازوره فسافرت لبلدته وذهبت الي السوق اولا واشتريت احلي ديك في السوق وذهبت لزيارته في بيته ولكني وجدت ان البيت قد تمت ازالته وبني مكانه اشياء اخري فسألت عنه وعن عائلته ولم يدلني احد. فرجعت الي السوق وحاولت اعادة الديك الي البائع ولكنه رفض. تعاطفت مع البائع وذهبت.
