- صاحب المنشور: مها بن زروق
ملخص النقاش:
مع استمرار تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بمعدلات غير مسبوقة، أصبح من الضروري النظر بعمق في الجوانب الأخلاقية لهذه التقنية. تُحدث طفرة الذكاء الاصطناعي ثورة في مختلف المجالات، بدءًا من الرعاية الصحية وتنتهي بالتعليم. لكن مع هذه الفرص العظيمة تأتي تحديات أخلاقية كبيرة تحتاج إلى معالجة فورية.
الأبعاد الأخلاقية للذكاء الاصطناعي
- حياد البيانات: أحد أكبر القضايا التي تواجه تطوير الذكاء الاصطناعي هو حياد بيانات التدريب. إذا كانت خوارزميات الذكاء الاصطناعي مدربة على مجموعات بيانات تحتوي على تحيز أو تمييز، فقد تعكس هذا التحيز في قراراتها أو توصياتها. هذا يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير عادلة أو حتى خطرة، خاصة في مجالات مثل القضاء أو التأمين الصحي.
- خصوصية البيانات: يعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على كميات هائلة من البيانات الشخصية للحصول على فهم أفضل للمستخدمين واتخاذ القرارات الدقيقة. ولكن جمع واستخدام هذه المعلومات الحساسة قد ينتهك خصوصية الأفراد ويؤدي إلى تسرب معلومات شخصية قيمة.
- مسؤولية الأعمال: كما يتجه المزيد والمزيد من الشركات نحو الاعتماد الكلي على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يصبح تحديد المسؤولية القانونية أكثر تعقيدا. في حالة حدوث ضرر نتيجة استخدام ذكاء اصطناعي، من الذي سيكون مسؤولاً - الشركة المصممة أم المستخدم؟ وهل هناك حاجة لإعادة تعريف مفاهيم المسئولية البشرية لتشمل الآلات كذلك؟
- الأثر الاجتماعي: إن تأثير الذكاء الاصطناعي ليس محصورًا داخل الاقتصاد الرقمي فقط؛ بل له انعكاساته الاجتماعية الواسعة أيضًا. فمثلاً، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة البطالة بسبب الاستبدال الآلي للأعمال البشريّة بأتمتة روبوتيه عالية القدرة والتي تعدّ أقل تكلفة وأكثر موثوقية بكثير مقارنة بالقوى العاملة التقليدية للإنسان مما يشكل تحديًا اجتماعياً كبيراً فيما يتعلق بإعادة هيكلة موارده العمالية وضمان حقوق العمال المتضررين منه .
بالإضافة لكل تلك العقبات الأخلاقبة ، فإن تحقيق الفوائد القصوى للذكاء الاصطناعي يستدعى بذل جهد مستدام وكبير لتحسين الثقة العامة فيه وصياغة قوانين ملزمة عالمياً تضمن سلامة وحماية مصالح المواطنين والأجيال المقبلة قبل أي شيء آخر . ومن المؤكد أنه عندما يتم التعامل بحذر وعناية بشأن المشكلات الناجمة عنه الآن وبعد وقت لاحق أيضا فسيكون لنا شريك مؤهل ومقدر للابتكار والتطور العلمي الهائلين اللذَين نشهدهما اليوم في مجال الـ AI .
