- صاحب المنشور: عبد القدوس الموريتاني
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدنا ازديادًا كبيرًا في استخدام تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب. وعلى الرغم من الفوائد التي تقدمها هذه التطبيقات مثل الاتصال والترفيه والتعلم، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى آثار نفسية سلبية خطيرة. هذا المقال يستكشف التأثيرات النفسية المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للشباب وكيف يمكن لهذه المنصات أن تساهم في مشاعر الاكتئاب والقلق.
الضغط المجتمعي والشعور بعدم الكفاءة
من أكثر الصفات شيوعًا المرتبطة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي هي الشعور بالضغط المجتمعي. غالبًا ما يركز المستخدمون الأصغر سنًا على الصور المثالية والمزيفة للحياة التي يتم نشرها عبر الإنترنت. يتسبب ذلك في مقارنة غير صحية مع حياتهم الخاصة، مما يؤدي غالبًا إلى الشعور بالنقص وعدم الرضا. بالإضافة إلى ذلك، وفقا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2017، فإن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 27%.
القلق والسلوكيات المدمرة
بالإضافة إلى الاكتئاب، ترتبط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا بالقضايا المتعلقة بالقلق. حيث يشعر الكثير من الأشخاص بمستوى عالٍ من القلق بشأن الرأي العام والتقييم الذي سيحصل عليه محتواؤهم. كما أنه يجبر البعض على التحقق المستمر من حساباتهم ومشاركاتهم كل دقيقتين أو ثلاثة! وهذا النوع من السلوك مدمر للصحة العقلية وقد يقود إلى اضطراب الوسواس القهري لدى بعض الأفراد.
التفاعل الشخصي مقابل الإلكتروني: الفرق الكبير
تعتمد حياة العديد من المراهقين حاليًا بشكل كبير على الدردشة ومحادثات الفيديو عبر الانترنت بدلاً من التفاعلات الشخصية الحقيقية. بينما توفر هذه الطريقة اتصالاً سهلا ومتاحاً دائماً، فهي قد تحرمهم كذلك من المهارات الاجتماعية الأساسية اللازمة للتواصل الناجح وجهاً لوجه والتي تعد مهمة للغاية خاصة خلال مرحلة التشكل العمرى والنضوج النفسي والعاطفي.
الحلول المقترحة لحماية الصحة العقلية
مع الاعتراف بهذه المخاطر، هناك عدة طرق يمكن بها الحد منها والحفاظ على سلامة الشباب الذين ينشطون على وسائل التواصل الاجتماعي:
- تحديد الوقت: وضع حد زمني يومي لاستخدام الهاتف الذكي لتجنب الإنغماس الزائد ضمن العالم الافتراضي.
- النشاط البدني والصحي: تشجيع الأطفال والشباب على القيام بأنشطة بدنية منتظمة كرياضة، رياضة المشي وغيرها ممن يمكن أن تعزز صحتهم الجسدية وتعطي فرصة لإعادة الشحن العقلي والمعنوي بعيدا عن شاشة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول .
- دعم الأصدقاء والعائلة: بناء روابط قوية داخل الاسرة والأهل والجيران وتوفير بيئة داعمة خارج نطاق الشبكة العنكبوتيه تساعد كثيرآ فى التعامل الصحى الأمثل لمخاطر الانترنت المحتملة .
- الاستشارة النفسية: بالنسبة لأولئك الذين يعانون بالفعل بسبب تأثير وسائل الإعلام الحديثة ، فقد تكون جلسات العلاج والاستشارة مفيدة جدّآ لكسر الحلقة السلبية وضمان نمو عقلاني صحي للمستخدم واستعادة توازن طبيعي لمستواه الداخلى المعنو�/نفسي .
وفي النهاية رغم كون وسائل الاعلام الحديث نعيمة عظيمة ,الا ان استعمالها بطريقة غير مسؤولة يمكن ان يصل بالأطفال والشباب الى حالة هشاشت نفسيّة وصعبة . ولذلك بات ضروري تقديم ارشادات واضحه حول كيفية تحقيق ايجابيتي احلال تكنولوجيت اعلام جديده بالتوازي مع احترام حقوق الإنسان الأساسية للفرد تجاه نفسه وجهوده لبناء مستقبل أفضل وأكثر تقدما !