• صاحب المنشور: سعدية البكري
  
  ملخص النقاش:
  

  أصبحت التكنولوجيا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث توفر لنا الراحة والمعلومات والترفيه بلمسة زر واحدة. ولكن، هل يمكن لهذه الأدوات المتطورة أن تأتي بنتائج عكسية؟ الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة متزايدة بين الاستخدام المكثف للتكنولوجيا والأثار الصحية النفسية السلبية خاصة لدى الشباب. هذا المقال يستكشف هذه المخاطر وكيف يمكن التعامل معها.

يبدأ الأمر بالتعرض الزائد لأضواء الشاشات الزرقاء التي تصدرها الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، والتي قد تؤدي إلى اضطراب النوم. النوم الجيد ضروري للصحة العقلية؛ فهو يوفر الوقت اللازم لإعادة شحن الدماغ والاسترخاء بعد يوم طويل من العمل أو الدراسة. عندما يتم تعطيل دورة نوم الشخص بسبب الضوء الأزرق، فإنه يمكن أن يؤثر على قدرته على التركيز والإنتاجية خلال النهار ويؤدي إلى زيادة مستويات القلق والكآبة.

التسوّق الاجتماعي

التسوّق الاجتماعي - وهو مصطلح يشير إلى مقارنة الذات باستمرار مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي - هو خطر آخر مرتبط بالتكنولوجيا. يكشف العديد من الباحثين أن مثل هذه المقارنات الاجتماعية يمكن أن تسبب الشعور بانعدام الثقة بالنفس، وتدني احترام الذات، وحتى الحسد. حيث يُشعر الأفراد بأنهم أقل نجاحًا أو سعادة بالمقارنة مع حياة الآخرين المثالية الظاهرة عبر الإنترنت.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ضغط الإنجازات الفورية الذي ينشأ نتيجة لتوقعات المجتمع الرقمي يمكن أن يجلب مشاعر الخوف من الفشل والخجل عند عدم القدرة على مواكبتهم. وهذا ليس إلا جانب واحد فقط من المشهد الأكبر للمشاكل المرتبطة باعتمادنا الكبير على التكنولوجيا.

في حين أنه لا يوجد حل بسيط لكل هذه القضايا، إلا أنه هناك بعض الخطوات العملية التي يمكن للأفراد اتخاذها لحماية صحتهم العقلية:

• وضع حدود واضحة لاستخدام الهاتف والتطبيقات الرقمية الأخرى.
• تطبيق قواعد "وقت الشاشة" لجميع أفراد الأسرة.
• استبدل وقت الشاشة بأنشطة أكثر إنتاجية وصحة ذهنياً.

وفي النهاية، بينما تعتبر تكنولوجيات القرن الواحد والعشرين ثورة كبيرة لدينا، فقد حان الوقت لأن نكون أكثر مسؤولية بشأن كيفية استخدامنا لها وأن نحافظ عليها ضمن الحدود الصحية والمستدامة لصحتنا النفسية العامة.