• صاحب المنشور: غفران بن الماحي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا شائعًا بين الشباب والمراهقين حول العالم. هذه المنصات توفر العديد من الفوائد مثل الربط والتواصل مع الأصدقاء والعائلة وتوسيع دائرة المعرفة الشخصية. ومع ذلك، هناك جانب مظلم لهذه التقنية الحديثة حيث يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تؤدي إلى مشاكل صحية نفسية خطيرة خاصة لدى المراهقين الذين يتطور لديهم الوعي الذاتي والحاجة للقبول الاجتماعي.

إحدى الدراسات التي أجريت عام 2021 والتي نشرتها مجلة "Journal of Adolescence" وجدت علاقة قوية بين مستويات عالية من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والأعراض المرتبطة بالاكتئاب والقلق والتوتر النفسي لدى المراهقين. هذا البحث قام بتقييم بيانات أكثر من ألف طالب يبلغ متوسط عمرهم حوالي ١٥ سنة. أظهر التحليل أن الوقت الذي يقضيه هؤلاء المراهقون على الإنترنت واستخدام التطبيقات الاجتماعية قد ارتفع بنسبة كبيرة خلال فترة القياس. بالتوازي مع ذلك، تزايد عدد الحالات التي تعاني من اضطرابات مزاجية وأمراض عقلية أخرى مرتبطة بالضغط الجسدي والنفسى الناجم عن التعرض الزائد لتلك الوسائط.

تساهم عوامل متعددة في ظهور تلك التأثيرات الضارة المحتملة لوسائل الإعلام الجديدة. الأول هو ضغط المنافسة والسعي للحصول على أكبر قدر ممكن من الإعجابات والمتابعين مما يدفع البعض للتظاهر بالحياة المثالية الكاذبة وإخفاء الحقائق المريرة والخاطئة بشأن واقع حياتهم الشخصي الفعلي المؤسف نتيجة لذلك . بالإضافة لذلك فإن عرض الآخرين لحظات سعادتهم ومناسباتهم الجميلة باستمرار عبر الشبكات العنكبوتية يشجع الشعور بالنقص ويولد شعورا سلبيه نحو الذات وقد يؤثر سلبيآ جدآ علي الثقه بالنفس وهو الأمر البالغ الخطورة عند اصغر جيل بحكم مروره بعملية تشكيل الهويه الخاص بكل فرد فيه

على الرغم من وجود جوانب ايجابيّة أيضا كالتعلم والمعرفة وغرس المهارات المختلفة ، إلا أنه ينصح الآن باتباع سياسات تنظيم الاستخدام للأطفال تحت اشراف ذويهم وبناء ثقافة معرفة الحدود الصحية لاستعمال الانترنت وكيفيتها حتى لا تصبح مدمرة لأعمار صغيرة لم تستقر بعدُ على قاعدة متينة تساعدها فيما سيأتي منها لاحقا بإذن الله .