العنوان: تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية للمراهقين

شهد العالم خلال العقود الأخيرة ثورة تكنولوجية هائلة أثرت على جوانب متعددة من حياتنا اليومية، ومن بينها حياة المراهقين. هذا التأثير المتزايد للتكنول

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:

    شهد العالم خلال العقود الأخيرة ثورة تكنولوجية هائلة أثرت على جوانب متعددة من حياتنا اليومية، ومن بينها حياة المراهقين. هذا التأثير المتزايد للتكنولوجيا ليس محصورا في الفوائد التعليمية والترفيهية فحسب؛ بل امتد إلى الجانب النفسي أيضًا. يُعتبر المراهقون فترة حساسة للغاية في تطور الإنسان حيث يتعرضون لتغييرات جسدية وعاطفية واجتماعية كبيرة. وبالتالي، فإن تعرضهم المستمر للتقنيات الرقمية قد يؤدي إلى عواقب غير مباشرة على صحتهم العقلية والنفسية.

من ناحية، يمكن اعتبار وسائل التواصل الاجتماعي شريان حياة بالنسبة للمراهقين الذين يستخدمونها للتواصل مع الأصدقاء والمشاركة في الحوارات التي تعزز شعور الانتماء والمشاركة الاجتماعية. إلا أنه وعلى الجهة الأخرى، فقد ثبت وجود ارتباط قوي بين الاستخدام المكثف لهذه المنصات واضطرابات الحالة المزاجية مثل القلق والاكتئاب. وذلك يعود جزئيًا بسبب الضغط الذي يشعر به هؤلاء الشباب لمقابلة المعايير البصرية المثالية عبر الإنترنت بالإضافة إلى التعرض المحتمل للتحرش الإلكتروني والتسلط الافتراضي.

تأثيرات الصحة النفسية

  1. زيادة مشاعر الوحدة والعزلة: رغم كونها أدوات اتصالات عالمية، إلا أنها غالبًا ما تُستخدم كبديل للتفاعلات الإنسانية الحقيقية. وهذا الانقطاع عن العلاقات التقليدية يمكن أن يزيد من الشعور بالوحدة والإقصاء لدى بعض المستخدمين.
  1. اضطراب النوم: الإفراط في استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية قبل النوم يؤثر بشكل مباشر على نوعية نوم الشخص. النوم الكافي ضروري لتنظيم المشاعر وصحة الدماغ الشاملة، خاصة عند المراهقين الذين يحتاجون لمستويات أعلى منه مقارنة بكبار السن.
  1. التقييم الزائد للقيمة الذاتية: هناك ضغط مستمر لإظهار أفضل صورة ممكنة لنفسك عبر الإنترنت، مما يدفع البعض نحو البحث الدائم عن موافقة الآخرين وتنميط الجسم وغيرهما من الأمور التي تتعلق بتقرير الذات والتي تؤثر سلبيًا على احترام الذات والصحة العامة للإنسان داخليا وخارجيا .

الحلول المقترحة

على الرغم من هذه المخاطر الواضحة، هنالك العديد من الحلول العملية التي تستطيع الأسرة والمجتمع تقديمها لتحسين الوضع:

* وضع حدود زمنية للاستخدام الرقمي ضمن بيئات المنزل المباشرة.

* تشجيع الأنشطة الخارجية والساعات الرياضية خارج نطاق الشاشة الرقمية.

* الحد من الوصول للجهاز أثناء الليل والساعات الأولى الصباحية لحماية جودة النوم.

* تثقيف المراهق حول الآثار الصحية للنوم الكافي واستراتيجيات تحسين ذلك مثل تقليل وقت الشاشة مساءاً.

* مراقبة محتوى ومواقع الشبكات الاجتماعية لمنع التعرض للتخويف أو المواد المسيئة الأخرى قدر الإمكان.

* دعم الأطفال وتعزيز ثقتهم بأنفسهم بعيدا عن أي مؤشرات خارجية مرتبطة بمظهرهم الخارجي كما هو معتاد حالياً وسط موجة "السوشيال ميديا".


أسيل الطاهري

12 بلاگ پوسٹس

تبصرے