- صاحب المنشور: نعمان بن عمار
ملخص النقاش:في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها الأنظمة العالمية نحو الطاقة الخضراء والمتجددة، تبرز أهمية فهم وتقييم التأثيرات الاقتصادية لهذه الانتقالات الجذرية. في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تعتمد العديد من الدول على النفط كركيزة رئيسية للاقتصاد الوطني، يصبح الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة البديلة موضوعاً حاسماً. هذا النقاش يأخذنا إلى عدة جوانب، منها الفرص والتحديات المرتبطة بتوسيع البنية التحتية القائمة على الطاقة المتجددة.
على الجانب الإيجابي، يمكن لتكنولوجيا الطاقة المتجددة أن تساهم بشكل كبير في تحسين الأمن الطاقي للدول العربية. فمع الاعتماد المتزايد على استيراد الوقود الأحفوري، فإن زيادة قدرة إنتاج الكهرباء محلياً عبر استخدام طاقة الشمس أو الرياح يعطي دول المنطقة سيطرة أكبر على مواردها الغذائية ويقلل من الافتقار إلى الحماية ضد تقلبات الأسعار الدولية للنفط. بالإضافة إلى ذلك، يعمل تطوير قطاع الطاقة المتجددة كمحفز للنمو الاقتصادي عبر خلق فرص عمل جديدة وتمكين النمو الصناعي المستدام.
توجهات الحكومات
بدأت الحكومات في المنطقة بالفعل باتخاذ خطوات مهمة لتحقيق هذه الغاية. المملكة العربية السعودية، مثلاً، حددت هدفًا طموحًا يتمثل في توليد 50% من احتياجات البلاد من الطاقة باستخدام مصادر متجددة بحلول العام 2030 ضمن برنامج رؤية المملكة 2030. أما الإمارات فقد سبقت الجميع عندما أعلنت أنها ستكون الأولى عالمياً في مجال السيارات ذاتية القيادة والتي تعمل بالطاقة النظيفة تمامًا. مصر أيضاً تخطط لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الخاص بها إلى 42%.
التحديات والعوائق
رغم الفوائد الواضحة، إلا أن هناك عدداً من المعوقات التقنية والمالية التي تحتاج إلى معالجة قبل تحقيق الانتشار الشامل للطاقة المتجددة. أحد أكثر المشكلات شيوعا هو عدم ثبات كميات الطاقة المنتَجة من الشمس والرياح؛ مما يتطلب بنى تحتية تخزين فعالة ومكلفة. كما قد يؤدي نشر العقود طويلة المدى للشراء والاستئجار الخاصة بطاقة الرياح والشمس إلى مخاطر السوق المالية الرئيسية بسبب الطبيعة غير المستمرة لإنتاجهما. وأخيرا، فإن بناء الشبكات الحديثة اللازمة لإدارة تدفق الاتجاهين -أي نقل الكهرباء سواء من المحطة المركزية إلى المستهلكين العاديين أو العكس- يشكل تحديا آخر أمام البلدان العربية.
في نهاية المطاف، يعد التحول إلى الطاقة المتجددة قضية جوهرية بالنسبة لمستقبل اقتصاديات العالم العربي. إنها ليست مجرد مسألة بيئية بل هي أيضا فرصة للتحديث الاقتصادي والتنمية الاجتماعية. وستعتمد سرعة وقدرة كل دولة عربية على اغ