من يصلح الملح إذا الملح فسد يروى أنه بيوم من الأيام تزوج رجل بفتاة من نفس قبيلته ذات خلق وأدب ودين

من يصلح الملح إذا الملح فسد يروى أنه بيوم من الأيام تزوج رجل بفتاة من نفس قبيلته ذات خلق وأدب ودين وجمال غالٍ نفيس، سكنا نفس القرية وعاشا حياة هادئة

من يصلح الملح إذا الملح فسد

يروى أنه بيوم من الأيام تزوج رجل بفتاة من نفس قبيلته ذات خلق وأدب ودين وجمال غالٍ نفيس، سكنا نفس القرية وعاشا حياة هادئة سعيدة لا تشوبها شائبة، ولازال سعيدين بقربهما ولم ينغص عليهما طيب العيش وهناء الحياة

إلا حينما نشب خلاف بين عائلة الزوج وعائلة أخرى بنفس القرية، وكان نتاج الخلاف المريع أن توفي رجلا من العائلة الأخرى، وصدر حكما بالنفي على الزوج، ولم يكن أمامه خيار آخر إلا الرحيل عن قريته، فأخذ زوجته ورحلا إلى قرية أخرى بعيدة، وقد اصطفاها بعناية وتأكد أنها ستكون بعيدة كل البعد عن العيون والألسنة مثل بعدها عن قريتهما وربما أكثر.

وبالقرية الجديدة اندمج الرجل مع أهلها سريعا، وأصبح عاديا للجميع أن يرى على الدوام بمجلس شيخ القرية حيث يجتمع الرجال ولاسيما علية القوم ليتسامروا ويتشاوروا فيما بينهم، والرجل نفسه كان معروفا بمكانته العالية وأخلاقه ورجاحة عقله؛ كان يلقى احتراما كبيرا وتبجيلا من كل من حوله، ولمست السعادة قلبه مجددا ولكنه لم يكن يعلم حينها أن شيئا آخر ينتظره!

كان لشيخ القرية الجديدة نفوذا وسلطة، وكان يحظى بحب الناس من حوله واحترامهم، وبيوم من الأيام بينما كان مارا من أمام منزل الرجل لمح زوجته من بعيد وافتتن بجمالها الفائق، ولحظتها تسللت إلى عقله أفكارا شيطانية أتبعها بفعل شنيع، بات يخطط ويعد العدة لينفرد بها وينال مبتغاه، فأرسل زوجها مع بعض الرجال في مهمة غاية في الأهمية، أرسلهم للتأكد من وجود قطعة أرض بعيدة جميلة يقال عنها بأنها خضراء تصلح للزراعة ورعي الأغنام، وكانت تبعد مسافة ثلاثة أيام للذهاب وثلاثة أيام مثلهن للإياب.

لم يرفض الرجل طلبا لشيخ القرية فانطلق في الرحلة غير مدركا لما يخطط ويحاك من خلف ظهره، وأن هناك من يسهر الليالي ليدبر خططا للإيقاع به وبزوجته؛ وفي الليلة نفسها التي شد فيها الرجل رحاله تسلل شيخ القرية لمنزله مستغلا غيابه، وقبيل أن يصل لزوجته ارتطم بشيء ما فأصدر صوتا متوجعا، فأفاقت الزوجة من نومها وصاحت بأعلى صوتها: “من بالمنزل؟!”

فأجابها شيخ القرية بصوت منخفض: “أنا شيخ العرب، لقد أذهلني جمالكِ في المرة الوحيدة التي رأيتكِ بها، لقد سلبتِ عقلي وقلبي، ولا أريد بهذه الحياة سوى قربكِ ووصالكِ”.

لم يبدو على الزوجة الخوف، ردت عليه في توها بثبات وذكاء قائلة: “إنني لا أمانع ولكن بشرط واحد، وهو أن تحل لي هذا اللغز، يا شيخ العرب إننا نضع الملح على اللحم ليحفظه من الفساد، فماذا نفعل إذا فسد الملح نفسه؟!، ولك أن تطلب العون ممن شئت، وفي حالة جئتني بالحل صرت لك كما تريد”.


Mga komento