العنوان: "التأثير الطويل الأمد لفيروس كورونا على الصحة النفسية"

لقد تسبب جائحة كوفيد-19 بتغييرات جذرية في حياة الناس حول العالم، وأثرت هذه الجائحة ليس فقط على الجانب الصحي الجسدي للفرد بل أيضاً على صحته العقلية

  • صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

    ملخص النقاش:

    لقد تسبب جائحة كوفيد-19 بتغييرات جذرية في حياة الناس حول العالم، وأثرت هذه الجائحة ليس فقط على الجانب الصحي الجسدي للفرد بل أيضاً على صحته العقلية والنفسية. الدراسات الأخيرة تشير إلى وجود تأثير طويل المدى لهذا الفيروس على الحالة الذهنية للإنسان. فقد أدت الحجر المنزلي القسري، وفقدان الوظائف، والخوف المستمر من العدوى، والعزل الاجتماعي، كلها عوامل أدت إلى زيادة معدلات الاكتئاب والقلق والتوتر لدى العديد من الأفراد.

التأثيرات الفورية للجائحة

بعد ظهور الفيروس مباشرةً، شهدنا ارتفاعاً حاداً في مستويات التوتر بين السكان. هذا الارتفاع يعزى بشكل كبير إلى عدم اليقين بشأن طبيعة المرض وطرق انتقاله وعلاجه. كما زادت المخاوف المتعلقة بالصحة الشخصية وصحة الأحباء مما ساهم في انتشار أعراض القلق والنوبات الهلعية. بالإضافة لذلك، فرض نظام الحجر الصحي معايير جديدة للحياة اليومية جعلت كثيرين يشعرون بالعزلة والإرباك بسبب الفجوة المفاجئة بين الحياة الطبيعية والحياة تحت الإغلاق.

الآثار طويلة المدى

على الرغم من انتهاء مرحلة ذروة تفشي الفيروس في بعض البلدان، إلا أنه يبدو أن آثار الجائحة ستستمر لفترة أطول بكثير من فترة الظروف الصحية الحرجة نفسها. حيث يواجه الكثير ممن عاشوا تجربة الحبس المنزلي أو خسروا وظائفهم مشاكل مستمرة تتعلق بصحتِهم النفسيَّة، مثل اضطرابات النوم، وفقدان الرغبة في القيام بأعمال كانت تحظى بالإعجاب سابقًا، والشعور الدائم بالحزن والتعب العقلي والجسدي. وقد أثبتت دراسة نشرت مؤخراً بأن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين تم فحص حالاتهم بعد مرور عام واحد منذ بداية الجائحة قد أصيبوا باضطراب ثنائي القطب لأول مرة أثناء تلك الفترة الزمنية.

التدخلات العلاجية المحتملة

لمعالجة هذه المشكلة الواسعة الانتشار، يُشدد الخبراء الآن على أهمية دعم الصحة النفسية للأفراد المصابين أو المعرضين لمخاطر نفسية نتيجة لهذه الكارثة العالمية غير المسبوقة. وتشمل الاستراتيجيات المقترحة توفير خدمات الدعم النفسي عبر الإنترنت واستخدام التطبيقات الحديثة لمساعدة الأشخاص على إدارة ضغط الحياة خلال وباء COVID-19 ومتابعة حالتهم بشكل دوري ومستمر للتدخل المبكر عند اللزوم. وفي الوقت نفسه، يعمل الباحثون على تطوير علاجات دوائية جديدة تستهدف تحديدا آليات الضيق الناجمة عن الواقع الجديد الذي فرضته علينا جائحة كورونا.

إن التعامل مع نتائج الصحّة النفسية للمرض سيكون محور التركيز الرئيسي للعاملين بمجالات الطب والصحة العامة حتى نتمكن جميعا من اجتياز المحنة التي خلفتها لنا سنة مليئة بالتحديات والأزمات الإنسانية المختلفة.


كريم المرابط

10 ブログ 投稿

コメント