- صاحب المنشور: سهيلة بن صديق
ملخص النقاش:
مع ظهور الإنترنت وتطور التكنولوجيا الحديثة، أصبح العالم يشهد تحولات كبيرة في مختلف جوانب الحياة، ومنها تأثيرها الفعال على الثقافات المحلية. يعد هذا التحول واضحاً خصوصاً في المجتمع العربي حيث تُظهر وسائل التواصل الاجتماعي كلاً من القوة والضعف فيما يتعلق بثقافتنا التقليدية. هذه المنابر الرقمية قد وفرت فرصاً هائلة للتواصل والفهم المتبادل بين الأفراد والجماعات المختلفة حول العالم، ولكنها أيضاً أثرت بطرق متعددة على تقاليدنا وعاداتنا الأصلية التي تميزتنا لقرون.
القوة: الحفاظ على التراث والترويج له
واحدة من أكثر الجوانب إيجابية لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي هي قدرتها على إعادة تنشيط الروابط مع تراثنا الثقافي العميق. توفر هذه الوسائل منصة فعالة لنشر المعرفة والحفاظ عليها، مما يساهم في إبقاء العديد من العادات والتقاليد حية ومفعمة بالحياة. يمكن للمستخدمين مشاركة الصور والأدعية والمقاطع الصوتية القديمة، واستخدام الهاشتاغات (#) لمناقشة المواضيع المرتبطة بالثقافة العربية مثل #التراثالبغدادي أو #الفنونالشرقية. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود مجموعات ضخمة عبر الانترنت تعزز الشعور بالمشاركة الجماعية وتعكس الاحترام للماضي.
الضعف: التأثيرات الغربية والتقارب السلبي
على الجانب الآخر، تحمل وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا مخاطر تتعلق بتغييرات ثقافية غير مرغوب فيها والتي تأتي غالباً من الخارج. هناك مخاوف بشأن كيفية انتشار العادات والسلوكيات الأجنبية بسرعة وبسهولة أكبر بكثير مقارنة بعصرنا السابق. هذا التعرض المتكرر لأسلوب حياة غربي يمكن أن يؤدي إلى اختلال توازن قيم وأولويات أفراد مجتمعنا الأصليين الذين ربما يجدون أنفسهم يتطلعون نحو نموذج غريب كمقياس للأفضلية بدلاً من تقدير ما لديهم بالفعل. كما يُعتبر الاستخدام الزائد لهذه الأدوات مؤرقًا بالنسبة لمنطقته لأنه قد يقود الشباب خاصة للإهمال التدريجي لعاداتهم وثقافتهم الخاصة لصالح تلك الوافدة الجديدة.
ختاماً...
في نهاية المطاف، يبقى دور الفرد الأساسي هو الحكم الذكي عند استخدام الشبكات الاجتماعية للحفاظ على هويته الثقافية بينما يستفيد أيضاُ منها كوسيلة للتفاعل والمعرفة العالمية. ينبغي تشجيع التعليم والإرشاد الذي يعلم كيف يتم استثمار هذه الأدوات دون خسارة الذات الثقافية وإبعاد الخطورة عنها قدر المستطاع لحماية جيل جديد يحمل عباءة تاريخه المجيدة ويحفظه بأمان وحكمة.
