- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في عالمنا المعاصر الذي يتسم بسرعة التغير والتواصل المستمر عبر الإنترنت، تواجه المجتمعات تحديات جديدة فيما يتعلق بالحفاظ على قيمها وثقافتها التقليدية. يهدف هذا المقال إلى استكشاف الأثر الكبير للتقنيات الجديدة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي على تحول القيم الاجتماعية والثقافية، وتأثير ذلك على هويتنا الذاتية والجماعية. سنتناول كيفية تعامل المجتمعات مع هذه التحولات وكيف يمكن لها النهوض بقيمتها الأصلية وسط تيارات العصر الجديد.
تأثير التكنولوجيا الحديثة على القيم الثقافية
لقد غيرت الثورة الرقمية الطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا البعض وأثرت بشكل عميق في تشكيل فهمنا للعالم. توفر الشبكات الاجتماعية مساحة مفتوحة للتواصل الفوري والشائع بين الناس بغض النظر عن المسافات الجغرافية أو الاختلافات اللغوية. بينما يعدُّ هذا الاتصال العالمي فرصة لاستيعاب أفكار واقتراحات متنوعة وتحقيق التعارف المتبادل، إلا إنه قد يؤدي أيضًا إلى انصهار الهويات المحلية والقيم الخاصة بكل مجتمع.
فمثلاً، عندما يتم تسويق المنتجات الغربية بحماس شديد عبر المنصات الإلكترونية العالمية، فإنه غالباً ما ينتج عنه رغبة لدى الشباب المحليين بتبني نمط حياة مشابه لما يُعرض عليهم؛ مما يمكن أن يساهم تدريجياً في زوال بعض عاداتهم وقيمه الراسخة لديهم والتي كانت تميز هوياتهم الفردية والمجموعة. وقد يحدث الأمر نفسه عند انتشار الأفكار الدينية والفلسفية المختلفة بصمتٍ داخل البيئات الافتراضية - حيث تصبح قابلة للأخذ والترك حسب رغبات المستخدم دون ضوابط اجتماعية واضحة سابقاً.
الدفاع عن الأصالة والحفاظ عليها
إن إدراك مخاطر الانصهار الثقافي ليس كافيًا لوحده لحماية تراثنا الوطني والعربي والإسلامي. فهو يشكل دعوة لبناء دفاعات حيوية ضد الضياع المحتمل للقيم والمعتقدات ذات القيمة الكبيرة بالنسبة لنا جميعاً كمجتمع عربي وإسلامي موحد تحت مظلة دين واحد وعروبة واحدة تجمعنا رغم تفاصيل اختلاف لغتنا وفلكلورنا الشعبي وممارسات حياتنا اليومية التي تتمتع بمزايا فريدة خاصة بنا وبحضارتنا العربية الإسلامية القديمة والمعاصرة أيضاً!
ويمكن تحقيق هدف الصمود أمام تلك المخاطر باستخدام أدوات تقنية ذكية بمفهوم جديد أكثر فعالية ومتابعة مستمرة لواقع حال تلك التأثيرات الخارجية المدمرة للممارسة الثقافية والدينية لدينا ولذائقتنا الجمالية ورؤيتنا للحياة نفسها... إنها عملية طويلة وصعبة لكن ضرورتها ملحة للغاية حاليًا نظراً لتطور سرعات التواصل وزحف النفوذ الإعلامي الواسع الانتشار والذي أصبح مصدر قوة مؤثر وفعال جدًّا سواء كان نافع أم مضر لصالح ثقافة وشخصية الإنسان العربي الإسلامي تحديدًا باعتباره جزءا أصيلا مميزًا من منظومة الإنسانية البشرية الشاملة الأخرى مما يعني أنه سيظل مهماٌ لأنه يعكس جانب رائع وآسر وهويتي تاريخيه حميدة لكل شخص يحمله ويفتخر به بشغف كبير....
وفي مقابل قيام جهود مقاومة مدروسة لهذه التداعيات المفاجئة وغير المتوقعة سابقاً تجدر مراقبتها وجمع المعلومات حول الخطوط الحمراء للاستخدام الأمثل لأدوات شبكة الأنترنت ومنصاتها المختلفة بعناية متناهية وذلك للاحتفاظ بخياراته الشخصية بحرية كاملة بدون شعور بالتهديد الخارجي واستنزافه روحيًّا واجتماعيًّا وفكريًّا بسبب محاولات فرض اختيارات خارجية جائرة لرسم شخصية المرء وفق رؤية غريبة عليه تمامًا وتمثل تهديدا لعاداته وهويته المجسدة لقيم شعب بأكمله ! وهذا أمر خطير جدًا يستحق دراسة معمقة واتخاذ اللازم تجاهه قبل فوات الآوان قدر الإمكان.
