• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  في عصرنا الحالي الذي يتسم بالتكنولوجيا المتقدمة والرقمنة الشاملة, أصبح التوازن بين العمل والحياة الشخصية تحدياً رئيسياً للكثيرين. بينما توفر لنا الأدوات الرقمية فرصاً غير مسبوقة لتحقيق الإنتاجية والتواصل مع الآخرين، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى الإرهاق والإجهاد بسبب زيادة عبء العمل المستمر وإمكانية الوصول إليها على مدار الساعة. يناقش هذا المقال أهمية تحقيق التوازن الصحي بين الحياة العملية والشخصية وكيف يمكن للأفراد استخدام التقنيات الحديثة بطريقة تعزز من نوعية حياتهم وليس تضر بها.

أثر التكنولوجيا على توازننا الشخصي

مع انتشار الهواتف الذكية وأدوات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني الفوري وغيرها من الوسائل الرقمية، لم يعد الفصل الواضح بين الوقت الخاص بالعمل والوقت الشخصي موجوداً كما كان عليه سابقاً. حيث يسمح الإنترنت والمراسلة عبر الرسائل النصية للموظفين بتلقي رسائل البريد الإلكتروني أو المكالمات الهاتفية خارج ساعات عملهم الرسمية مما يؤدي غالبًا إلى الشعور بأن موظفي اليوم دائماً متاحون ومنضمين لعملهم حتى أثناء عطلات نهاية الأسبوع أو فترات الراحة القصيرة خلال النهار.

استراتيجيات لتحقيق التوازن الأمثل

لتحقيق توازُنٍ أفضل، يوصى باتباع بعض الاستراتيجيات التالية:

1. تحديد وقت محدد للتوقف عن العمل

من الضروري وضع حدود واضحة حول مقدار الوقت والمجهود المبذول في العمل يوميا وعند تجاوزه تلك الحدود، الحفاظ على هدوئنا وعدم الانخراط أكثر فيه. إن اتخاذ قرار بإغلاق الأجهزة بعد انتهاء فترة عمل رسمية أمر هام للغاية لبناء قدر أكبر من الخصوصية والاسترخاء خلف جدران المنزل.

2. تنظيم جدول زمني مرن

يمكن ترتيب الجدول الزمني بكفاءة لتتضمن أيام راحة منتظمة وممارسة الرياضة وقضاء وقت ممتع مع الأحباء والعائلة. وهذا يعطي دفعة قوية للعقل والجسد ويمنع حدوث حالة الاحتراق الوظيفي التي كثيرا ما تحدث لدى الأفراد الذين يعملون لساعات طويلة بدون استراحة كافية.

3. استخدام أدوات إدارة الوقت البرمجية

توفر العديد من المنصات برنامجيات ذكية لإدارة الوقت تساعد المستخدمين على مواجهة ضغط العمل وتحسين إنتاجيتِهِ وفي الوقت نفسه تقليل الضغط النفسي المرتبط بعمل رقمي مستمر. تتبع هذه البرامج تقدم الأعمال وتذكر بالأهداف الرئيسية والأولويات لهذا اليوم وبالتالي تحافظ علي تركيز أفكار صاحب العمل ولا تشرد عليها التفاصيل الطفيفة الثانويه المدمرة للإنتاجية والكفاءة.

4. الوعي بالعادات الصحية الجيدة

الحفاظ على نمط حياة نشيط وصحي عن طريق تناول طعام مغذي وشرب كميات مناسبة من الماء ومزاولة نشاط بدني منتظم كل ذلك بالإضافة لنوم جيد ليلاً سوف يساعد جميعها بنسبة كبيرة لاستعادة الطاقة الكافيه للسعي نحو المزيد من الإنجازات عندما يعود المرء مرة أخرى إلي مهامه المعتادة بكل حماس جديد.

5. البحث عن الدعم المجتمعي والديني

قد يشكل التعامل مع المشاعر السلبية الناجمة عن القلق بشأن فقدان الدخل المحتمل نتيجة رفض طلبات العمل الخارج نطاق المسئوليات أساسيين عقبات أمام تطبيق قواعد الترتيب الجديدة للحياة ولكن دعم الأقارب المقربين وزملاء المهنة والسعي نحو فهم حديث شامل لديننا الإسلامي والذي يدعو للتوازن بين مختلف جوانب الحياة البشرية هما مفتاح التأقلم والتكيف الجديد وفق أحكام شرعية وحديثة أيضا.