- صاحب المنشور: هديل البوخاري
ملخص النقاش:
يترأس نقاش مثير حول وضع قطر الاقتصادي الحالي وأهمية الاعتماد أقل على قطاع النفط لصالح منظور تنموي أكثر تنوعاً واستدامة. المطروح هو مدى فعالية الاعتماد الفردي على الثروة الطبيعية كوسيلة لدعم نمو اقتصادي مستقر وطويل المدى، حيث يُشدد العديد من المشتركين على حاجة قطر الملحة للتحول نحو مجالات اقتصادية جديدة ومبتكرة.
بدأت "هديل البوخاري"، رائدة الموضوع، بحجة مفادها أنه رغم الإنجازات الأخيرة في البنية التحتية والمجالات الصناعية غير المرتبطة بالنفط، إلا أنها تعتقد بأنه يجب عدم الاكتفاء بهذه المكتسبات. وفق رؤية البوخاري، تحتاج قطر إلى توسيع تركيزها باستراتيجيا نحو تحقيق أهداف أكثر جرئة تتخطى حدود توفير الفرص الوظيفية. ضمن السياقات العالمية المتغيرة، يبدو واضحا أن التركيز الوحيد على موارد البلاد الطبيعية لن يبقى مصدرا موثوقاً لاقتصاد مزدهر دائماً. لذلك، تصرح قائلة: "إذا توقفت جهودنا عند الحد الذي نحن عليه اليوم، فلربما سنشهِد انحسارا تدريجيا لحضور الدولة الرائد عندما تبدأ مخزونات الوقود الأحفوري بالتقلص".
يستعرض "ملك الدمشقي" وجهة نظره المنطقية والتي تستند جزئيا إلى فهم عميق للعوامل التاريخية والجيوسياسية المؤثرة. فهو يؤكد على أن الاعتماد الشامل على سلعة واحدة - في حالته هنا الغاز والنفط - ربما لا يعد مسارا آمنا للاستقرار الاقتصادي الطويل الأجل. ويضيف: "ليس هدفنا مجرد دعم النفط بمزيد من التدريب المهني للشباب؛ بل نسعى لأكثر بكثير مما يمكنه تقديمه. ويتضمن هذا الأمر إعادة تعريف وإنشاء شبكة واسعة من الأعمال التجارية تقوم على تقاطع مجموعة مختلفة ومترابطة من المجالات التقنية المتقدمة." ومن أمثلة هاتين الشبكات المحتملة: البيوتكنولوجيا، علوم البيانات، وكذا الهندسة الكهربية/الإلكترونية. وبالتالي يقترح الدمشقي نوعا من التنويع الذكي والذي يتمثل بتوجيه اهتمام البلد تجاه المنتجات عالية القيمة وليس الخدمات الحساسة للسعر فقط. وهذا النوع من الاستراتيجيات يتماشى جيدا مع التحولات الحديثة داخل الاقتصاد العالمي وينمي المرونة ضد أي ضغوط خارجية محتملة متعلقة بالمورد الخام الواحد.
وفي ردّه، يحاول "جواد بن سليمان" تعزيز نقاط السابقين بينما يستعرض بعض الأفكار الخاصة. وهو يساند بشدة الدعوة نحو تسريع عملية الوصول للتقنيات الحديثة والكفاءات العمالة اللازمة لها وذلك باتباع منهجين رئيسيين: الأول عبارة عن زيادة الاستثمار المحلي والخارجي الخاص بالسوق المالي الحديث ("Fintech") والثاني يتمثل بالحكومات المركزية التي تلعب دورا أكبر في تنظيم السياسات التجارية وتحقيق الأمن الزراعي الداخلي. ويُعتبر تبني تكنولوجيا المعلومات الرقمية جانب مهم آخر اقترحه بن سليمان، موضحا أنها تعد عاملا مشتركا أساسيا للابتكار التجاري والأمني الاجتماعي فيما يتعلق بالأمن الغذائي. وأخيراً، شدّدَ أيضًا على أهمية العلاقات الخارجية والشراكات الراسخة كتكتيك حيوي لتعزيز المكانة السياسية القطرية وتعزيز قدرتهم التنافسيّة خارج الحدود الوطنية.
أما المُشارِك الثالث في الحلقة "جلول أل رفَّعِي"، فقد تابع الخط العام للحوار واعتبره دعاة مؤيدي تغيير النظام الاقتصادي القائم لكن برؤية فريدة خاصة بها حيث ضرب مثال واقعي بالدور الكبير الذي يلعبُه التصميم والمعرفة المتزايدة باستخدام الذكاء الاصطناعي واتصالات العالم الافتراضي