- صاحب المنشور: المنصور العسيري
ملخص النقاش:تعتبر حرية الصحافة ركيزة أساسية للديمقراطية وضمان حق المواطنين في الوصول إلى المعلومات. لكن هذه الحرية تأتي مع مسؤوليات كبيرة تتمثل في ضمان دقة الأخبار وتجنب نشر معلومات كاذبة أو مضللة.
في زمننا الحالي الذي يتميز بسرعة انتشار الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية، أصبح دور الإعلام أكثر أهمية من أي وقت مضى في تشكيل الرأي العام. هذا الدور يتطلب توازنًا دقيقًا بين الحق في حرية التعبير والتزام تقديم محتوى مسؤول وموثوق.
التأثير العميق للإعلام على الرأي العام
يملك الإعلام القدرة القوية لتوجيه الرأي العام حول قضايا محلية وأحداث عالمية. سواء كان ذلك من خلال تقارير صحفية براقة أم مقالات رأي تحليلية، يمكن للمحتوى الإعلامي التأثير على تصورات الجمهور وقراراته السياسية والإجتماعية. وقد أثبت التاريخ الحديث العديد من الأمثلة التي برزت فيها قوة الإعلام في تشكيل آراء المجتمعات.]
على سبيل المثال، أثناء الأزمات الكبرى مثل الحروب والكوارث الطبيعية، يلعب الاعلام دوراً محورياً في نقل الواقع وتعزيز التحرك لمعالجة الظروف الطارئة. كما انه يساهم كذلك في تعزيز الوعي بقضايا اجتماعية ملحة تستدعي اهتماماً عاما أكبر، مما يؤدي غالباً إلى إجراء تغييرات سياسية أو ثقافية جوهرية.
مسؤوليات الإعلام تجاه توفير المعلومة الصحيحة
بينما يعد قدر الإعلام المؤثر على الرأي العام هدفا مثيرا، إلا أنه يضع أيضا تحديا رئيسيا أمام المؤسسات الإعلامية وهي ضرورة المساهمة في بناء مجتمع مستنير من خلال تزويد المتلقين بالمعلومات الصحيحة والدقيقة تماما.
يتعين على الوسائل الإعلامية استخدام مصادر موثوق بها عند جمع البيانات وتحليلها وإعداد القصص الإخبارية. إن التقصير هنا قد يقود الى نشر أخبار كاذبة ("fake news") والتي لها تأثير مدمر على ثقة الناس بالمؤسسات الإعلامية وبالتالي النظام السياسي بأكمله.
إضافة لهذا، ينبغي مراعاة الجانب الأخلاقي لدى تناول مواضيع حساسة كالعنصرية والأقليات والجوانب الإنسانية الأخرى. مطلوب إذن تقدير عميق للتأثير المحتمل للنشر وكيف يمكن للغة المستخدمة أو الصور المنشورة استفزاز مشاعر البعض بطريقة غير مناسبة.
الحفاظ على التوازن بين الحرية والمسؤولية
إن تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي يتطلب ديناميكية متوازنة بين حقوق الفرد والحاجة العامة للحفاظ على استقرار الدولة. وفي ظل هذا البيئة المعقدة يأخذ الإعلام دوره المحوري كمظلة حامية لهذه الدينامية.
بناء عليه، فإن الضوابط القانونية والقواعد الذاتية ذات طبيعتان مختلفة تكشفان مدى الالتزام المهني والثقافي لكل مؤسسة إعلامية. حيث توفر الأخيرة الأساس للأخلاقيات المهنية التي يحافظ عليها الاعتماد الذاتي بينما تعمل