الحقيقة التي يؤكدها التاريخ أن التجديد لم يأت قط من المؤسسات الدينية..

التجديد يأتي دوما عبر أربع مراحل:

١- المفكرون التنويريون يفضحون العوار الفقهي، يرد الفقهاء بحملات تكفير وشيطنة للتنويريين.

٢- بعد فترة مقاومة مجتمعية من السوقة والعوام المنحازين للشيوخ يبدأ الناس في التفكير وتتكشف لهم فجاجة الأفكار العتيقة وعدم إنسانيتها.

٣- تسن الدولة قوانين تتجاوز الفقه العقيم، تتجاوز نقاشاتهم الفقهية وأدلتهم وبراهينهم وتضعهم في مواجهة القانون.

٤- ينقلب الشيوخ منصاعين فورا خوفا

فجأة تظهر أدلة وأسانيد وأحاديث تنقض الآراء العقيمة..

لا مانع من وضع حديث أو أكثر لإثبات رأي الحاكم أيام خلافة الأمويين ومن بعدهم العباسيين.

لما الدكتورة نوال السعداوي كشفت جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للفتيات باسم الختان لم تدخل في نقاشات فقهية، تحدثت بلغة الطب والعلم فقط،

رغم رفدها من عملها وحربها وتشويهها دارت الأيام وصدر قانون يجرم الختان..

اليوم كلهم يغسلون أيديهم من الختان، يتبرأون منه، يستنكرون أنه منسوب للإسلام وبصرف النظر عن البجاحة فقد انصاعوا وتم إنهاء الجريمة الوحشيةالتي كانت لوقت قريب سنة مؤكدةعندهم جميعا ودليلاعلى تكريم الإسلام للمرأة!

لولا المستشار أحمد عبده ماهر كان زمانهم يدرسون أكل لحم الأسير لو كان كافر، كان زمانهم يتحدثون عن حكم بناء الكنائس في القاهرة..

لولا إبراهيم عيسى كان زمان أطفالنا يدرسون عظمة عقبة ابن نافع لما ذبح البربر وباع أطفالهم وسبى نساءهم..