• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في ظل الثورة التكنولوجية التي تشهدها العالم اليوم، أصبح التحول الرقمي ضرورة ملحة للمؤسسات التعليمية العربية. يوفر هذا التحول فرصاً واسعة لتطوير جودة التعلم وتوفير تجارب تعليمية أكثر تفاعلية وجاذبية للطلاب. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة ليست خالية من التحديات وقد تتطلب تغييرات كبيرة في البنية التحتية والمنهجيات التربوية.

الفوائد المحتملة للتكنولوجيا الرقمية في التعليم العالي العربي:

1. تخصيص التعليم: يمكن للتعلم الإلكتروني تقديم مسارات دراسية مُخصصة بناءً على احتياجات الطلاب وأهدافهم الفردية، مما يعزز فهم أفضل للمواد الدراسية ويحسن معدلات الاحتفاظ بالمعرفة.

1. زيادة الوصول إلى المعلومات: توفر الإنترنت والقنوات الرقمية الأخرى مجموعة هائلة من الموارد التعليمية والمجلات الأكاديمية والأبحاث المتاحة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مما يساعد الطلاب والمعلمين على مواكبة آخر تطورات مجالات تخصصهم.

1. التعلم القائم على المهارات: تساعد الأدوات الرقمية مثل المحاكاة الواقع الافتراضي والواقع المعزز في تدريب الطلاب على مهارات عملية يصعب محاكاتها تقليديًا داخل الفصل الدراسي.

1. إشراك الطلاب: يتيح استخدام الألعاب التعليمية ومقاطع الفيديو القصيرة وغيرها من أشكال الوسائط الغامرة جذب انتباه الشباب وتحويل العملية التعليمية إلى تجربة أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام.

تحديات التنفيذ الرئيسية:

1. بنية تحتية غير كافية: تواجه العديد من الجامعات العربية مشاكل تتعلق بنقص البنية التحتية اللازمة لإدارة البيئة الرقمية بكفاءة، بما في ذلك ضعف سرعات اتصالات الإنترنت وانخفاض قوة الخوادم المركزية.

1. نقص التدريب المناسب للمدرسين: قد يشكل عدم وجود معرفة كافية بالتكنولوجيا لدى الهيئة التدريسية عائقًا كبيرًا أمام تبني التقنيات الجديدة بفعالية، حيث يتعين عليهم الحصول على دورات تدريبية وبرامج تأهيليه لكي يستطيعوا الاستفادة منها واستخدامها في تدريس موادهم العلمية بطرق جديدة مبتكرة.

1. ضمان الجودة وضد الغش: يعد الحفاظ على سلامة الامتحانات عبر الإنترنت أمرًا حاسمًا لمنع حالات الغش وصيانة معايير عالية لجودة الاختبارات. ويتطلب ذلك تطوير حلول مبتكرة تضمن نزاهتها ومصداقيتها.

1. الاستدامة المالية: يتطلب الانتقال الرقمي استثمارًا كبيرًا، سواء كان ذلك لشراء البرمجيات أو المعدات أو الدعم التقني المستمر. ولضمان نجاح المشروع على المدى الطويل، يجب مراعاة الجانب المالي بعناية عند وضع خطط الإصلاح الشامل.

وبالتالي، بينما تكشف المنظومة التعليمية العربية عن القدرة الكبيرة لتحقيق فوائد كبيرة من خلال التجسيد الرقمي لها، إلا إنها تحتاج أيضًا لاستعداد لمواجهة العقبات والصعوبات المرتبطة بهذا النهوض النوعي الذي سيغير وجه الجامعات والمعاهد البحثية العربية مستقبلاً.