عملية من أربع خطوات لإعادة تنشيط نفسك في العمل.
مقال من هارفارد بعنوان:
ما الذي يمكنك فعله للحفاظ على حافزك أو استعادته حتى في أكثر الوظائف إرهاقاً.
بقلم روبن أبراهامز وبوريس جرويسبيرج
من المجلة (مايو-يونيو 2024)
في الحياة المهنية يأتي وقت يختفي فيه الحافز والاهتمام. قام ويليام خان من جامعة بوسطن بتشخيص هذه المشكلة لأول مرة على أنها عدم الاندماج (disengaged) في التسعينيات وبعد ثلاثة عقود لا تزال هذه المشكلة متفشية.
وفقاً لأحدث استطلاع أجرته مؤسسة غالوب:
⁃23% فقط من الأشخاص حول العالم مندمجون في العمل.
⁃59% غير مندمجون - أي أنهم "يبذلون الحد الأدنى من الجهد المطلوب" وهم "منفصلون نفسيًا عن صاحب العمل" -
⁃18% غير مندمجون إلى حد كبير والتصرف عمداً ضد مصالح منظماتهم.
وبالمثل وجدت دراسة استقصائية أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية مؤخرا مواقف سلبية مؤسفة بين العمال:
⁃31% منهكين عاطفيا
⁃26% يشعرون بعدم الحافز لبذل قصارى جهدهم
⁃25% يشعرون بالرغبة في الحفاظ على أنفسهم
⁃أبلغ 19% عن الانفعال أو الغضب تجاه الزملاء والعملاء.
ماذا يحدث عندما تبدأ بالشعور بعدم الاندماج في العمل؟
لقد طرح هذا السؤال هذا العام على 90 من قراء هارفارد بزنس ريفيو والمشاركين في برنامج التعليم التنفيذي في كلية هارفارد للأعمال من حول العالم وكانت الإجابة:
⁃الشعور بالعجز والقلق والاكتئاب. المعاناة من الأرق.
⁃المكافحة من أجل الأداء
⁃وجود شعور شديد بمحاولة الاحتيال علىالوظيفة
⁃قمع ذواتهم الحقيقية في العمل.
⁃قد تؤدي أيضاً إلى سلوكيات مدمرة للذات مثل السخرية والانسحاب الاجتماعي والعجز المكتسب التي تمنع الناس من إجراء تغييرات إيجابية في حياتهم.
نصائح حول كيفية معالجة هذه المشكلة:
قال أحد قراء هارفارد بزنس ريفيو وهو الرئيس التنفيذي لإحدى وكالات المواهب أن الوديان التحفيزية (أي الصعود والهبوط) هي جزء طبيعي من الرحلة المهنية ويمكن أن تستمر من بضع ساعات إلى بضعة أشهر وتؤثر عليك بغض النظر عن مدى ارتفاعك أو انخفاضك.
هناك عملية من أربع خطوات لإعادة تنشيط نفسك في العمل:
أطلقت هارفارد على هذه العملية اسم DEAR وهي اختصار للكلمات التالية:
الانفصال (detachment) والتعاطف (empathy) والعمل (action) وإعادة الصياغة (reframing)
دعونا نبحر في أهم الأشياء التي يمكن عملها في كل خطوة.
الانفصال:
⁃راجع نفسك ثم انفصل: في نهاية يوم عملك قم بمراجعة ما سار بشكل جيد وشعر أنه ذو معنى بالنسبة لك ثم انفصل عقلياً عن العمل وحاول ألا تفكر في العمل على الإطلاق بقية الليل لتتيح لنفسك الوقت لاستعادة طاقتك العقلية.
⁃التأمل: تظهر الأبحاث التي أجراها هربرت بنسون من معهد بنسون هنري في مستشفى ماساتشوستس العام أن 10 إلى 20 دقيقة من التأمل البسيط للغاية مرتين يوميًا ينتج استجابة استرخاء تعمل على تحسين الصحة البدنية والعقلية.
⁃حرك جسمك: تظهر مجموعة كبيرة من الأبحاث أن التمارين الرياضية حتى لو كانت جلسة واحدة تقلل من التوتر وتحسن المزاج والوظيفة الإدراكية. تعمل الحركة البدنية على تجديد طاقتك النفسية مما سيساعدك على إعادة الانخراط في العمل.
التعاطف:
⁃ممارسة الرعاية الذاتية: ذكّر نفسك بأن أفكارك ومشاعرك وقيمك مهمة واحترمها بأن تتعامل بلطف مع نفسك. ذلك من خلال مجموعة من الطقوس مثل بدء اليوم بفنجان قهوة جيد والقيام بالتمارين المنشطة.
⁃عامل الناس كأشخاص: بغض النظر عما تشعر به يمكنك دائماً تحسين تفاعلاتك مع الزملاء والعملاء من خلال التواصل البصري والمجاملات الاجتماعية وتقدير مساهمات كل شخص.
⁃اسأل اسئلة: يتطلب التعاطف الفضول تجاه الآخرين. راقب سلوكهم واستمع إلى ما يقولون واطرح الأسئلة وانتبه إلى إجاباتهم. حاول أن تفهم وجهات النظر والمعرفة المختلفة لعملائك ورؤسائك وأقرانك في الأقسام الأخرى.
⁃ابحث عن الأصدقاء: حاول العثور على الأشخاص الذين تحبهم بالفعل في المكتب. تكمن الفكرة في جعل العمل مكانًا أكثر متعة وإثارة للاهتمام حتى لو كانت الوظيفة نفسها محبطة أو مملة.
⁃ساعد الاخرين: هذه إحدى أفضل الطرق للشعور بالتمكين وجعل العمل أكثر جدوى. يمكن القيام بذلك كجزء من وظيفتك أو بطرق أصغر خارج نطاق دورك في العمل مثل شرح نظام البريد الإلكتروني لموظف جديد أو توجيه زميل أقل خبرة.
العمل:
وجدت مؤسسة راندستاد بالولايات المتحدة الأمريكية أن 40% من العمال المنعزلين يمارسون المقالب على زملاء العمل. ولكن من الممكن توجيه هذه الطاقة المتمردة بطرق أكثر إنتاجية سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
⁃معالجة الأشياء الصغيرة: تظهر الأبحاث أنه عندما تحرز تقدمًا حتى في المهام البسيطة والعادية يتحسن مزاجك وتتحسن فرص قدرتك على إنجاز مهام أكبر.
⁃الاستثمار في الأنشطة الخارجية: تظهر دراسات متعددة أن مكافأة الأنشطة غير المتعلقة بالعمل تجعل الأشخاص في الواقع أقل تشتتاً وأكثر نشاطاً في الوظائف الغير مرضية. يمكن أن تمنحك الهوايات والوظائف التطوعية إحساساً بالتمكين وإعادة الاتصال الذي ينتقل إلى عملك.
⁃الاستقلالية الوظيفية: يتمتع العديد من العمال ببعض الحرية في إعادة تعريف وظائفهم لتتناسب مع نقاط قوتهم وشغفهم، وهو نشاط يشير إليه علماء النفس التنظيمي باسم "صياغة الوظيفة". يمكن أن يتاح التنافس على مسؤوليات أكثر إثارة للاهتمام أو موارد أفضل.
⁃كن إستراتيجياً لكن ليس في كل الأحيان: قد يكون تضييق نطاق تركيزك على المهام الحرجة أمراً ضرورياً للحفاظ على أدائك في النطاق المقبول والمساعدة في تقليل التوتر ولكنه يمكن أن يمنع هذا النوع الفضول وبناء العلاقات التي يمكن أن تخرجك من المأزق.
⁃التعلم باستخدام اللعب: حتى أكثر المهام التي لا معنى لها يمكن أن تصبح محفزة بشكل غريب إذا قمت بتحويلها إلى لغز أو منافسة باستخدام ألعاباً ذهنية لتحفيز دافعك التنافسي.
⁃امنح نفسك حدوداً زمنية ونجوماً ذهبية إذا حققت الأهداف: لا يجب أن تكون الألعاب دائماً حول مكافأة الإنتاجية. إذا كان الأمر يتطلب اللعب لإبقائك مستيقظاً أثناء اجتماع مخدر للعقل فليكن.
⁃اللباس قد يزيد الاندماج: تشير الدراسات إلى أن الملابس يمكن أن تساعدك على التأقلم مع شخصيتك في العمل. عندما قامت إحدى شركات تنظيف القطارات اليابانية بتغيير الزي الرسمي لموظفيها من البدلات الباهتة إلى البدلات ذات الألوان الزاهية شعر العمال بأنهم أكثر وضوحاً واعتبروا أن وظائفهم تتمتع بمكانة أعلى ليحسوا أنهم تحولوا من عمال نظافة إلى مضيفين.
إعادة الصياغة:
⁃افحص هوية عملك: حاول التوصل إلى عنوان يصف دورك الفريد أو أسلوب عملك الفريد وهو عمل بسيط ثبت أنه يساعد الموظفين على التعرف على العناصر الأكثر فائدة ومكافأة في وظائفهم.
⁃انظر إلى الصورة الكبيرة: ركز على الهدف الأكبر من عملك. هذا هو التحول الفكري الكلاسيكي الذي يقول "رجل واحد يضع الطوب والآخر يبني بيتاً". أظهرت دراسات متعددة أن الأشخاص يمكنهم أداء مهام غير سارة أو مملة بشكل أفضل ولفترة أطول عندما يفهمون كيفية ارتباط هذه المهام بهدف أكبر.
⁃ركز على الأهداف السامية: الأشخاص الذين يعملون في وظائف صعبة مثل المسوقين عبر الهاتف وجامعي القمامة والمنظمين وجدوا معنى أكبر في وظائفهم وقاموا بها بشكل أكثر كفاءة عندما فكروا في كيفية استفادة الآخرين من عملهم. في إحدى الدراسات تم تذكير طلاب الثانوية بالأسباب السامية لتعليمهم. على سبيل المثال أنهم سيكونون قادرين على جعل العالم مكاناً أفضل وأظهروا تحسناً كبيراً في المواد الدراسية الصعبة.