• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  في عالم اليوم المترابط والمضطرب، يلعب الإعلام دوراً حاسماً في تشكيل الرأي العام والمساعدة في إدارة الأزمات. سواء كانت هذه الأزمة طبيعية مثل الزلازل والكوارث الطبيعية أو اصطناعيّة كالحروب والصراعات السياسية، فإن كيفية تغطيتها من قبل وسائل الإعلام يمكن أن تجعل الفارق بين الهدوء والنظام وبين الذعر والفوضى. هدف هذا المقال هو استكشاف الدور الحيوي الذي تلعبه الصحافة أثناء الأزمات وكيف تساهم في تعزيز الشفافية وتعزيز الثقة العامة.

أهمية التوازن والحياد

أولاً وأهم شيء يجب على الصحافيين مراعاته خلال الأزمات هو الحفاظ على توازن حيادي. الغرض الرئيسي للإعلام ليس مجرد نقل الأخبار بل أيضاً تقديم نظرة شاملة متوازنة لكل جانب من جوانب القصة. وهذا يعني عدم الانحياز إلى أي طرف خاص وعدم تضخيم بعض الجوانب بينما تحجب الأخرى. عندما يتم اتباع النهج الأكثر حيادية، يمكن للمشاهدين والقراء بناء فهم أفضل وأكثر دقة لما يحدث، مما يساعد المجتمع على الاستجابة بكفاءة أكبر.

دور المصادر الأولية والثانوية

مصادر المعلومات التي يستند إليها الإعلام هي أساس نجاحه خلال الأزمات. يجب الاعتماد على المصادر الموثوق بها مباشرة والتي تكون عادة بالقرب من الحدث - مثل شهود العيان المحليين والعاملين الصحيين والجهات الحكومية. كما يعد استخدام الخبراء المؤهلين لتفسير البيانات والمعرفة التقنية أمراً ضرورياً لإنشاء رواية دقيقة ومفصلة للقصة. بالإضافة لذلك، تعتبر المصادر الثانوية مثل التقارير الرسمية والحسابات التاريخية لها قيمة كبيرة أيضاً لأنها توفر السياق والمعلومات اللازمة لفهم الحالة الجارية بشكل كامل.

تحديات التسلسل الزمني

تسليط الضوء على التسلسل الزمني للحوادث أمر بالغ الأهمية لكنه قد يتطلب مهارة خاصة خصوصا مع التعقيدات المحتملة لقضايا حقوق الإنسان والأمن الوطني وغيرها. هنا يبرز دور التحقق والتدقيق بعناية فيما يُنشر حرصاً على تجنب نشر معلومات خاطئة أو مضلِلة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الحالي.

تأثير التواصل الاجتماعي

شبكات الإنترنت الاجتماعية لعبت دوراً متزايد الأهمية مؤخراً في بث أخبار الأزمات وتبادلها بسرعة فائقة. ولكن هذا السرعة غالبا ما تأتي برفقة انعدام واضح للرقابة الذاتية والإشراف الاحترافي المعتمد لدى المؤسسات الإعلامية الكبرى. لهذا السبب، ينصح بالحذر عند تصديق كل ما يصل عبر تلك الوسائل بدون التأكد منه مسبقا. فالجدوى الأكبر تكمن في الاقتصار على تتبع الصفحات المعروفة والمؤسسية والسماح لهذه المنشورات بأن تمثل جزءا ثانويا ضمن جهود جمع الاخبار.

مسؤولية الدفاع عن الجمهور

العامل الأساسي الآخر الذي يدعم فعالية عمل صحافيي الأزمات يكمن في قدرتهم على رفع مستوى معرفة الجمهور حول المواضيع ذات الصلة. وذلك من خلال شرح المصطلحات الفنية وإرشاد المستمع نحو حيثيات الموضوعات المختلفة الخاصة بالأزمة المطروحة حاليًا. وفي اللحظات الحرجة، تحمل الصحافة عبء تقديم توجيه عملي واقعي يساهم بيقظة السكان وي