- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي، أصبح العالم أكثر اتصالاً وانتشارًا عبر الشبكات الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي. هذه المنصات الرقمية التي كانت تُعتبر مصادر للتواصل والترفيه والمشاركة الثقافية أصبحت أيضًا موضوع نقاش حاد حول تأثيرها المحتمل على الصحة النفسية للأجيال الشابة، خاصة الشباب العربي. الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة توجيهية بين الاستخدام المكثف لهذه الوسائط والتراجع في الرفاهية العقلية لدى فئة المراهقين والشباب.
إن التفاعل المستمر مع وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر بسبب الضغط المتزايد لتحقيق الصورة المثالية، كما يصفها المستخدمون الآخرون. هذا قد يتسبب في شعور الانعزال والخجل عند المقارنة الدائمة بتجارب ومظاهر الحياة الشخصية للمستخدمين الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض لعدد كبير من المعلومات والإعلانات قد يساهم في الشعور بالإرهاق العقلي ويضع ضغوطا غير ضرورية على الأفراد الصغار الذين ربما ليسوا مستعدين بعد لإدارة تلك الكمية الكبيرة من الأحمال المعرفية والجسدية.
الأثر الإيجابي للمنصات الرقمية
على الرغم من المخاطر الواضحة، هناك جوانب إيجابية أيضا لاستخدام الإنترنت. توفر العديد من المواقع والبرامج دروس تعليمية مجانية، وأنشطة ترفيهية هادفة، ومصادر دعم للأمور الصحية والنفسية. ولكن الجانب السلبي يكمن عندما يغرق الفرد في بحر من المعلومات غير المنتظمة أو المضطربة عاطفيا والتي يمكن أن تؤدي به إلى مشكلات نفسية خطيرة إذا لم يتم التعامل مع الأمر بحكمة ووعي.
التوصيات للحماية الذاتية
- تحديد وقت محدد للاستخدام - وضع حدود زمنية واضحة لتجنب الوقت الزائد الذي يقضيه أمام الشاشة.
- اختيار محتوى آمن - البحث عن مواقع تقدم محتوى علمياً موثوقًا وهادفًا.
- البقاء متصل بالواقع - الحفاظ على العلاقات الشخصية والحضور الجسدي خلال الأحداث اليومية كالصلاة والأعمال المنزلية وغيرها مما يعزز الروابط المجتمعية.
باختصار، بينما تحتفظ المنصات الرقمية بمكاناتها الأساسية في حياتنا المعاصرة، فإنه من الأهمية بمكان تدريب الشباب العرب على استخدام هذه الأدوات بطريقة صحية وآمنة لحماية صحتهم النفسية واستمرار نموهم الشخصي والسعيد ضمن عالم رقمي يحاول غالباً فرض قواعده الخاصة عليهم.