- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، أصبح تأثير تغير المناخ أكثر وضوحاً، حيث تتعرض الأرض لموجات حرارة غير مسبوقة، ومستويات مرتفعة من مستوى سطح البحر، وهطول أمطار غزيرة وفياضانات كارثية. هذه الأحداث توضح الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف انبعاث الغازات الدفيئة وخلق مستقبل مستدام. يتوقع الخبراء أن الوضع قد يزداد سوءًا إذا استمرت الأنشطة البشرية بنفس الوتيرة الحالية مع عدم وجود تحول جوهري نحو الطاقة المتجددة والممارسات البيئية المستدامة.
التأثير الحالي وتوقعات المستقبل
وفقاً للأبحاث الحديثة التي أجرتها الأمم المتحدة ومنظمة الأرصاد الجوية العالمية، فإن العالم شهد بالفعل زيادة كبيرة في متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار حوالي 1°C منذ القرن الماضي بسبب الانبعاثات الكربونية وغيرها من الغازات الدفيئة الناجمة عن نشاط الإنسان. وهذا الزيادة البسيطة أدت بالفعل إلى ظواهر متطرفة مثل الفيضانات والعواصف والجفاف الشديدة حول العالم. ويُقدر أن الاحترار العالمي قد يصل إلى 3 - 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن الحالي بناءً على الاتجاهات الحالية للانبعاثات.
إذا استمر هذا الاتجاه السلبي، فقد نرى تغيرات دراماتيكية في أنماط الطقس المحلية والعالمية. يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة باستمرار إلى ذوبان المزيد من الجليد القطبي مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع مستويات المياه بشكل غير مسبوق، وهو الأمر الذي سيكون له آثار مدمرة خاصة للمجتمعات الواقعة بالقرب من الساحل. بالإضافة لذلك، ستشهد بعض المناطق نقصاً كبيراً في مواردها المائية بينما تعاني مناطق أخرى من طوفانات شديدة نتيجة هطول أمطار غزيرة ومتكررة.
التحولات اللازمة نحو الاستدامة
إن التعامل الفعال مع تحديات تغير المناخ يتطلب جهودا عالمية واسعة النطاق تشمل كل القطاعات الحكومية والشركات والأفراد. فيما يلي بعض الخطوات الرئيسية التي ينصح بها الخبراء:
الانتقال نحو مصادر الطاقة المتجددة:
يجب تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحويله تدريجياً نحو استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية وغيرها من البدائل النظيفة والصديقة للبيئة والتي لن تساهم في نمو طبقة الأوزون أو تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
تبني التقنيات الموفرة للطاقة:
تشجيع واستخدام الأدوات والتكنولوجيا الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة سواء كانت في المباني الصناعية أو التجارية أو المنازل الخاصة بهدف خفض الهدر الحراري وضمان توافر كميات أقل من الكهرباء والديزل والبنزين إلخ... لسد الاحتياجات اليومية.
إعادة التشجير وإعادة تأهيل التربة:
تساعد الأشجار وغيرها من النباتات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وبالتالي الحد من تركيز غاز البيت الأخضر ولكنه أيضاً يحافظ على خصوبة التربة ويقلل التآكل الطبيعي ويحفز دوران الماء داخل النظام الإيكولوجي الطبيعي للإقليم المعين.
تغيير عادات الحياة الشخصية:
على الأفراد أيضا القيام بدورهم عبر اختيارات يومية صغيرة ولكن ذات أهمية تجمع لإحداث فرق كبير تتمثل بفصل النفايات المنزلية للاستفادة منها مرة اخرى قبل حقنها بالمدافن البلدية وكذالك الإقلال من اللحوم الحمراء المنتجة بكثافة بسبب بصمتها الكبيرة على البيئة والحفاظ على المياه عند التسريح وصيانة السيارات للاستعمال العادل لها وغير ذلك الكثير!
هذه مجرد نظرة عامة موجزة لما تتضمنه قضية المناخ المعقدة للغاية وقد تم تجنب ذكر تفاصيل تفصيلية لأنها تمتد خارج حدود الموضوع الأساسي هنا لكن يبقى التركيز الأساسى عليها بإقتراح خطوط توجيهيه يمكن تطويرها عبر البحث العلمي والمشاركة المجتمع