يجدر عدم الانسياق الى محاولات حصر الحديث كلّه بما يسمى haircut او قصّة الشعر التي ستلحق الودائع

يجدر عدم الانسياق الى محاولات حصر الحديث كلّه بما يسمى " haircut" او "قصّة الشعر" التي ستلحق الودائع. ليس لان هذا الامر غير مهم او يمكن تجاوزه، بل لان

يجدر عدم الانسياق الى محاولات حصر الحديث كلّه بما يسمى " haircut" او "قصّة الشعر" التي ستلحق الودائع. ليس لان هذا الامر غير مهم او يمكن تجاوزه، بل لانه ليس الامر المهم الوحيد. فالخطة المطروحة على مجلس الوزراء تخبرنا اننا مقبلون على ايام اكثر قتامة، وليس واضحا كيف سنتجاوزها.

(1)

الخسائر في الودائع وقعت بالفعل، ونحن الآن في خضم صراع قاس على توزيع خسائر تراكمت في السابق وخسائر ستتراكم لاحقا، وميزان القوى لا يزال مائلا بصورة حاسمة لمصلحة الاوليغارشية. وهذا ما يجب ان نركّز عليه ونناضل لتغييره. امّا الوصفات التقنية فتصبح مجرد وسائل للوصول الى الهدف.

(2)

باختصار، تدعونا هذه الخطة الى تحمّل المزيد من الالام في السنوات الخمس المقبلة، والقبول بمستوى معيشي ادنى بكثير مما نعيشه الآن، على امل ان نخرج بعدها من الازمة الطاحنة، ولكنها لا توضح لنا بصورة وافية الى اين سنخرج: اي دولة واي مجتمع واي اقتصاد واي علاقات مع الخارج؟

(3)

الخطة المطروحة لا تجزم اننا سنخرج سالمين في النهاية، لانها ترهن ذلك بتنفيذ جملة واسعة من الشروط الصعبة، التي ستزيد التوترات السياسية والاجتماعية والضغوط الاقتصادية والمالية والنقدية، وقد تساهم بانفجار المزيد من الصراعات، وقد تؤدي الى مزيد من تراكم القسر والاستغلال وتمركزها.

(4)

1- الشرط الاول في الخطة المطروحة، هو تصفية الخسائر المتراكمة على مدى ربع القرن الماضي. وتمثّل هذه الخطة اول اقرار رسمي بحجم الخسائر الضخمة المحققة في الجهاز المصرفي، الا انها تكتفي بتقدير الخسائر المحاسبية بالعملات الاجنبية، التي بلغت نحو 83.2 مليار دولار حتى اذار 2020،

(5)


هيثم الغنوشي

12 blog posts

Reacties