تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين

في العصر الحديث، أصبح استخدام الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة الكثير من الأطفال والمراهقين. هذه الأدوات الرقمية توفر العديد

  • صاحب المنشور: غدير المنصوري

    ملخص النقاش:
    في العصر الحديث، أصبح استخدام الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة الكثير من الأطفال والمراهقين. هذه الأدوات الرقمية توفر العديد من الفرص التعليمية والترفيهية، ولكنها قد تحمل أيضاً تحديات كبيرة خاصة فيما يتعلق بصحة الشباب النفسية.

من جهة، يمكن لهذه المنصات الاجتماعية تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع والتواصل مع الأصدقاء والعائلة عبر المسافات البعيدة. كما أنها تتيح فرص التعلم والاستفادة من المعلومات المتوفرة بسهولة. لكن الدراسات الأخيرة كشفت عن جوانب مظلمة لهذا الاستخدام الواسع. فقد ربطت بعض التحليلات ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين فئة عمرية مستخدمي التكنولوجيا بشكل كبير.

الأسباب متعددة ومتنوعة: بداية، هناك الضغط الذي يسببه الظهور بمظهر مثالي أمام الآخرين، حيث يتم تصوير الحياة الشخصية غالباً بطريقة مسطّحة ومثالية مما يؤدي إلى مقارنة غير عادلة قد تُسبب حالة من الحزن أو الإحباط لدى المستخدمين الذين يشعرون بأنهم أبعد ما يكونوا عن هذا "الحياة المثالية". بالإضافة لذلك، فإن المحتوى المعروض على شبكات التواصل الاجتماعي سلبيٌ بنسبة عالية - وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ولاية كارولينا الشمالية عام ٢٠١٨ -. يتضمن ذلك الرسائل العدوانية والكراهية والإساءة والتي تتسلل تحت ستار الترفيه عند البعض وقد تؤثر تأثيراً عميقاً على نفسية الشباب خصوصًا إذا كانوا عرضة للإصابة بالأمراض العقلية بالفعل.

التأثيرات الأخرى

كما تشير مجلة الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA)، فإن قضاء وقت طويل أمام الشاشة له آثار مباشرة وطويلة المدى على النوم وصحة الدماغ. النظام البيولوجي للجسم مصمم للتوافق مع دورات النهار والليل الطبيعية، وبالتالي عندما يستمر الشخص في استخدام الأجهزة الإلكترونية -خصوصًا قبل الذهاب إلى الفراش- فتتعرض الساعة الداخلية لجسده لانقطاع حاد ويصبح نومَه مضطرباً وغير منتظم. أيضًا، زيادة الوقت المستغرق باستخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى المرتبطة بشبكة الإنترنت أدى إلى انخفاض التركيز العام وقدرة الانتباه بسبب الانقطاعات المتكررة التي تحدث أثناء استقبال التنبيهات والإشعارات المختلفة.

ومن الجدير ذكره أنه ليس كل التأثيرات مرتبطة بالسلبية؛ فهناك أيضا جانبٌ ايجابي لتكنولوجيا اليوم وهو قدرتها الكبيرة على تقديم خدمات دعم نفسي وإرشادي فعالة مثل العلاج عبر الفيديو والصوت والمواقع المتخصصة التي تقدم نصائح وأدوات تساهم في تحسين الحالة المزاجية والحفاظ عليها الصحية.

دور الوالدين والمعلمين

يحمل الآباء والمعلمون مسؤولية هامة تتمثل في توجيهchildren and teenagers بشأن كيفية تحقيق توازن صحي بين العالم الواقعي وعالم الإنترنت. ينصح الخبراء باتباع مجموعة من الخطوات منها الحد من الوصول للأجهزة خلال ساعات محددة يوميًا وتمكين الطفل من تعلم مهارات أخرى خارج نطاق وسائل الإعلام الرقمية وكذلك مراقبة نوع محتواه ومنحه فرصة لمشاركة آرائه حول تأثير تلك experiences عليه شخصيا.


سراج الزياتي

9 Blog des postes

commentaires