• صاحب المنشور: كريمة الطرابلسي
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد السكان العالميين وتغير المناخ والأزمات الاقتصادية المتكررة، تواجه البشرية تحدياً كبيراً يتمثل في ضمان الأمن الغذائي المستدام على المدى الطويل. هذا التحدي ليس مجرد قضية بيئية أو اقتصادية فحسب؛ بل إنه يتعلق مباشرة بمستقبل الرفاه الاجتماعي والاستقرار السياسي عالمياً.

في السنوات الأخيرة، شهدنا العديد من الأحداث التي عززت الحاجة الملحة لإيجاد حلول مبتكرة للأمن الغذائي. فالجفاف والأعاصير الناجمة عن تغير المناخ، بالإضافة إلى الصراعات والحروب، كلها عوامل أدت إلى نقص حاد في الغذاء وأدت إلى مجاعات خطيرة في مناطق مختلفة حول العالم. كما أثرت جائحة كوفيد-19 بشدة على سلاسل الإمدادات الغذائية الدولية، مما سلط الضوء على هشاشة النظام الحالي للإنتاج والتوزيع والوصول إلى الطعام.

إحدى أهم القضايا المطروحة هي الزراعة التجارية العملاقة واستخدام التقنيات عالية التقنية مثل الهندسة الوراثية. يرى بعض الخبراء أنها الحل الأمثل لكثافة الطاقة المرتفعة والموارد المحسنة اللازمة لتلبية متطلبات الاحتياج الغذائي المتنامي للكوكب. ولكن هناك مخاوف كبيرة بشأن الآثار البيئية لهذه الأساليب وأنواع جديدة محتملة من مقاومة الأدوية والعواقب الصحية غير المعروفة بعد.

بالإضافة لذلك، هناك دعوة متزايدة نحو اعتماد نماذج أكثر استدامة وبساطتها - مثل زراعة المجتمع الصغيرة والزراعة العضوية وغير ذلك الكثير – والتي قد توفر خيارات غذائية أفضل وصحة أفضل للمستهلكين مع تقليل الانبعاثات الكربونية وضمان موارد طبيعية صحية للأجيال القادمة. لكن هذه الطرق تحتاج أيضاً لدعم سياسة قوي وممارسات تجارية عادلة لتحقيق مكاسب قابلة للتطبيق على نطاق واسع.

وأخيراً، فإن توصيل الغذاء بأمان وكفاءة يعد جزءاً أساسياً من المشهد العام لأمن الغذاء العالمي. حيث يمكن للنقل الفعال عبر السفن والشاحنات والجسور الأخرى لشبكة اللوجستيات العالمية أن يعرض للاختلال بسبب أحداث خارجية متنوعة بداية من الفيضانات وحتى الانتفاضات السياسية المؤقتة. وهذه القدرة على الاستجابة بسرعة واحتمالية التعافي تعتبر مقياسًا رئيسيًا لموثوقية نظام الغذاء بأكمله.

إن مواجهة تحديات الأمن الغذائي تتطلب جهودًا مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص والصناعة الزراعية والحكومات المحلية ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم ممن يعملون جميعًا معاً للحفاظ على نظم بيئة نامية وصحيّة فضلاً عن مجتمعات منتجة للغذاء ومتنوعة ثقافياً واقتصادياً واجتماعيا واجتماعيًا وثقافيًا وإنسانيًا أيضًا! إن الامتناع عن اتخاذ الخطوات الآن يعني ترك ملايين الأشخاص بلا طعام وفي حالة تهدد حياتهم وهو أمر غير مقبول أخلاقياً ولا سياسياً ولا اجتماعياً ولا حتى منطقيّا بالنظر للعواقب المرعبة المحتملة لهذا القرار السلبي اللامبالي الذي لن يفلت من تداعياته أي شخصٍ كان بغض النظر عن مكان وجوده بالعالم الكبير الواسع! فلنتكاتف سوياً لحماية أرضنا ورزقنا وخليفة ربنا عليها وهي الإنسانية جمعاء مهما اختلفت جنسيتها ولغتها وعمرها وجنسيّتها!