• صاحب المنشور: أسيل الطاهري
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الحالي، أصبح التحول الرقمي ظاهرة عالمية تؤثر بلا شك على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك سوق العمل. هذا الانتقال نحو التكنولوجيا الرقمية قد خلق فرص جديدة وأحدث تغييرًا جذرية في العديد من الصناعات والمهن. ولكن كما هو الحال مع أي تحول كبير، هناك تحديات ومخاوف مرتبطة بتأثيرات هذه الثورة التقنية على الوظائف التقليدية.

من جهة، أدت التطورات التكنولوجية إلى ظهور وظائف جديدة لم تكن موجودة قبل عقدين أو ثلاثة أعوام. فمجالات مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء تتطلب مهارات جديدة ومتخصصة. وهذا يوفر فرص عمل للباحثين عن عمل الذين يتمتعون بهذه المهارات المتخصصة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتطبيقات الرقمية زيادة الكفاءة والإنتاجية داخل الشركات، مما يسمح للشركات بالتوسع وتوفير المزيد من الفرص الوظيفية.

ومع ذلك، فإن الجانب الآخر لهذه القصة يتعلق بالأعمال التي تصبح غير ضرورية بسبب الأتمتة. بعض المهام اليومية والميكانيكية يمكن الآن حمايتها بواسطة الروبوتات والأدوات البرمجية الآلية. هذا يعني أنه ربما لن تحتاج الشركات مستقبلاً لعدد كبير من العمالة البشرية لإنجاز تلك المهام. وقد يؤدي هذا إلى فقدان الوظائف والحاجة لتكيّف المجتمع بشكل عام مع واقع جديد يحتاج فيه الأفراد إلى إعادة التدريب والتخصص المستمر للحفاظ على قدرتهم التنافسية.

ومن المهم أيضاً التفكير في التأثير الاجتماعي لهذا التحول. عندما تتحول الأعمال اليدوية إلى عمليات آلية، قد تنخفض القدرة الشرائية للمجتمع ككل لأن عدد أقل من الأشخاص قادرين على الحصول على دخل ثابت. البنية الاجتماعية المرتبطة بهذه الوظائف -كالروابط المجتمعية والصحة النفسية للأشخاص العاملين بها- يجب أيضا دراستها وفهمها لتجنب الفوائد المحتملة للسلبية.

وعلى الرغم من هذه التحديات، تبقى الحلول متاحة. الحكومات والشركات بحاجة إلى الاستثمار في التعليم والتدريب مدى الحياة لمساعدة العمال القدامى على الالتحاق بسوق عمل متحول باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تشجيع الابتكار الأخلاقي للتكنولوجيا الرقمية بطريقة تضمن التعاطف الإنساني والدعم الاقتصادي لكل أفراد المجتمع.

الوسوم المستخدمة ###

-