ليلة القبض على نجيب محفوظ 2 وفي اليوم التالي، صحوت مبكرا، وتأكدت من موقع الفندق وأظن أنه فندق شبرد

ليلة القبض على نجيب محفوظ -2- وفي اليوم التالي، صحوت مبكرا، وتأكدت من موقع الفندق وأظن أنه فندق شبرد، ثم جهزت أسئلتي ومسجلي، وذهب إليه بعد المغرب تمام

ليلة القبض على نجيب محفوظ -2-

وفي اليوم التالي، صحوت مبكرا، وتأكدت من موقع الفندق وأظن أنه فندق شبرد، ثم جهزت أسئلتي ومسجلي، وذهب إليه بعد المغرب تماما، وعندما وصلت له، جلست في اللوبي وعيني على باب الفندق أراقب كل شاردة وواردة وبعد ساعة تقريبا وصل الكبير نجيب وبرفقته شاب كأنه

حارسه الشخصي - عرفت بعد ذلك أنه المرافق الشخصي وهو الأديب طالب الفلسفة آنذاك زكي سلام - وكأنني من الفريق مشيت خلفهما حتى وصلا القاعة التي يجلسون فيها أسبوعيا، وجلست مع الجالسين وكأنني ضيف دائم، ولم أكن أعرف من السيدات والسادة الحضور سوى الكاتب المسرحي علي سالم، الذي كلما رآني

أرفع الكاميرا علق قائلا الأستاذ يزعجه نور الفلاش، ولكن فجأة تحول الحوار إلى حوار ثنائي بين الأستاذ نجيب وشخص من الحضور عرفت من السياق أنه الصحفي ونائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام رضا هلال الذي فقد بعد هذا اللقاء بحوالي شهر وحتى الآن ما زال مصيره غامضا، كان رضا أحد المرافقين لزيارة

الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك إلى الصين، وكان الأستاذ نجيب يسأله عن الأجواء السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ورضا يسهب في شرخ الانفتاح الذي تعيشه الصين بإجابات موسعة، ولكنها حتى تصل إلى أذن الأستاذ نجيب كان لا بد أن يعيدها المرافق الشخصي له الأديب زكي سالم بصوت مرتفع ومباشرة

أمام أذنه، استمرت الجلسة حوالي الساعتين،سجلت فيها أهم الملاحظات ثم انسحبت بهدوء وفرح، ذاهبا إلى الأصدقاء لأخبرهم بإنجازي الرهيب، وبدون وساطة من أحد، لقد كنت في حضرة الكبير نجيب محفوظ وها لوجه، وبعدها بأسبوع نشر هذا الموضوع في عكاظ في صفحة حياتهم السرية،فعلاً، كانت أيام كلها شغف.


Comentários