هل لمس عورة الطفل البالغ ست سنوات ينقض الوضوء؟

في مسألة نقض الوضوء بمس عورة الطفل، اختلف العلماء رحمهم الله. بعضهم يرى أن الوضوء ينتقض بمس عورة الصغير، تمامًا كما ينتقض بمس عورة الكبير. بينما يرى آ

في مسألة نقض الوضوء بمس عورة الطفل، اختلف العلماء رحمهم الله. بعضهم يرى أن الوضوء ينتقض بمس عورة الصغير، تمامًا كما ينتقض بمس عورة الكبير. بينما يرى آخرون أن الوضوء لا ينتقض بمس عورة الصغير.

القول الأول، الذي يرى نقض الوضوء بمس عورة الصغير، يعتمد على رواية النقض في مس الفرج، سواء كان ذكراً أو أنثى، صغيراً أو كبيراً. هذا الرأي يدعمه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء، التي أجابت بأن لمس عورة صغير أثناء تغيير ملابسه ينتقض الوضوء.

أما القول الثاني، الذي يرى عدم نقض الوضوء بمس عورة الصغير، فهو رأي الزهري والأوزاعي، حيث يرون أنه لا وضوء على من مس ذكر الصغير لأنه يجوز مسه والنظر إليه.

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يميل إلى القول الثاني، حيث يرى أن مس عورة الطفل لا ينقض الوضوء، بل مس عورة الإنسان البالغ لا ينقض الوضوء إلا إذا كان لشهوة. ويستند في ذلك إلى حديث طلق بن علي وحديث بسرة بنت صفوان، معتبراً أن مس عورة الطفل بدون شهوة لا ينقض الوضوء.

وبالتالي، فإن الأقرب والله أعلم هو القول الثاني، وهو أن وضوء الأم لا ينتقض إذا هي مست عورة طفلها، لأن هذا مما تعم به البلوى، ومع هذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أمره لنساء الصحابة بإعادة الوضوء كلما احتجن إلى مس عورة أولادهن.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posts

Comments