خرج عمر بن عبيد الله يوما ، وكان من المشهورين بالكرم
والسخاء وبينما هو في طريقه مر بحديقة (بستان) ورأى غلاماً
مملوك يجلس بجوار حائطها يتناول طعامه فاقترب كلب من
الغلام
فأخذ الغلام يلقي إلى الكلب بلقمة ، ويأمل لقمة
وعمر ( ينظر إليه ويتعجب مما يفعل !
فسأله عمر أهذا الكلب كلبك ؟ https://t.co/cWdVkfDCnr
قال الغلام : لا
قال عمر : فلما تطعمه مثل ما تأكل ؟
فرد الغلام : إني أستحي أن يراني أحد وأنا آكل دون أن يشاركني طعامي .
أعجب عمر بالغلام
فسأله : هل أنت حر أم عبد ؟
فأجاب الغلام : لا أنا عبد عند أصحاب هذه البستان
فانصرف عمر ثم عاد بعد قليل
فقال للغلام : أبشر يا فتى فقد أعتقتك الله
وهذا البستان أصبحت ملكاً لك
قال الغلام بسعادة ورضا : أشهدك أنني جعلت ثمارها لفقراء المدينة
تعجب عمر !
وقال للغلام : عجبا لك !
أتفعل هذا مع فقرك وحاجتك إليها ؟
رد الغلام بثقة وإيمان : إني لأستحي من الله أن يجود علي بشيئ فابخل به !
العبرة من القصة :
قمة العطاء وقمة الرضا والقناعه ﺃﻓﺎﺽ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻧﻮﺭ .
الكرم أشرف ملابس الدنيا وأزين حللها وأجلبها لحمد ، وأدفعها لذّم، وأسترها لعيب .. لو لم يكن في الكرم إلا أنه صفة من صفات الله تعالى، تسمى بها، فهو الكريم عز ُّوجلُّ .