• صاحب المنشور: العلوي بن داود
  
  ملخص النقاش:
  

  مع انتشار استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، أصبح العالم الرقمي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. لكن الاستخدام الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي يحمل معه تحديات متعددة، خاصة بالنسبة للفئة الشابة التي تعتبر الأكثر اعتمادًا عليها. تُظهر الدراسات الحديثة كيف يمكن لهذه المنصات تأثيراً مباشراً وغير مباشر على الصحة النفسية للشباب.

من جهة، توفر هذه الوسائط شبكة اجتماعية افتراضية تسمح للأفراد بالتعبير عن آرائهم ومشاركة اهتماماتهم مع الآخرين حول العالم. هذا قد يقوي الشعور بالانتماء والمشاركة للمجتمع العالمي ويحسن الثقة بالنفس لدى بعض المستخدمين. إلا أنه وفي الجانب السلبي، فإن المقارنة المستمرة بين الحياة الواقعية والصور المثالية عبر الإنترنت غالبًا ما تؤدي إلى مشاعر الغيرة والسلبية والخوف من الفشل ("FOMO"). وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية عام 2021, هناك علاقة قوية بين زيادة الاستخدام الكثيف لوسائل التواصل الاجتماعي والإصابة بأمراض نفسية كالاكتئاب والقلق واضطراب الشخصية الحدودي.

بالإضافة لذلك, يساهم التفاعل غير الشخصي عبر الانترنت في تقليل فرص بناء علاقات حقيقية وطويلة الأمد. حيث يعاني الشباب الذين يعتمدون بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي من صعوبات أكبر في التعامل مع المواقف الاجتماعية الحقيقية مثل المحادثات العاطفية والحوار البناء بسبب افتقارهم للخبرة العملية. كذلك، فإن الضغط المتزايد لإظهار حياة مثالية وقراءة تعليقات سلبيه أو مؤذيه يمكن أن يؤثر بشكل كبير على احترام الذات والصحة العامة للشخص.

على الرغم من ذلك، ليست كل الأخبار سيئة! يمكن لطرق الاستخدام الصحية لوظائف الشبكات الاجتماعية تقديم فوائد كبيرة. تشجيع الدعم المجتمعي الإيجابي وتبادل المعلومات المفيدة واستخدامها كنظام دعم أثناء فترات الضيق هي أمثلة جيدة لاستخدام هذه التقنيات بطريقة صحية وبناءة. إن تحقيق توازن بين الوقت الذي نقضيه أمام الشاشة وأنشطتنا الأخرى مهم للحفاظ على رفاهيتنا النفسية والجسدية.

في النهاية، يجب علينا كمستخدمين أخلاقيين ومتعلمين مسؤوليين أن ندرك تأثير تصرفاتنا وأن نسعى دائماً لتحسين مستوانا الرقمي وصحيته. ولذلك ينبغي لنا البحث عن موارد تثقفنا حول كيفية استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية بشكل أكثر فعالية وفائدة لنصبح أفراد أفضل داخل وخارج عالم الأنترنيت.