أزمة المياه عالميًا: التحديات والحلول المستدامة

تواجه الأرض اليوم تحدياً كبيراً يتمثل في ندرة المياه وتزايد الطلب عليها. وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2018، يعيش أكثر من مليار شخص حول ال

  • صاحب المنشور: دينا البركاني

    ملخص النقاش:

    تواجه الأرض اليوم تحدياً كبيراً يتمثل في ندرة المياه وتزايد الطلب عليها. وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2018، يعيش أكثر من مليار شخص حول العالم بدون مياه آمنة للشرب، بينما يتوقع الخبراء أن تزداد هذه الأرقام سوءًا بحلول العام 2050 بسبب الزيادة السكانية والتغير المناخي. هذا الوضع يحتم علينا البحث الجدي عن حلول مستدامة لأزمة المياه العالمية.

العوامل المؤدية لنقص المياه:

* التغير المناخي: يؤثر ارتفاع درجات الحرارة على توافر المياه الجوفية والمتساقطة بنسبة كبيرة، مما يهدد الأمن الغذائي والاستقرار البيئي.

* الاستخدام غير الفعال للموارد: يُستغل حوالي ثلثا المياه المستخدمة سنويا لإنتاج الغذاء بطريقة ضارة بالبيئة ولا توفر الكمية اللازمة للزراعة والرعي الحيواني. كما تساهم الصناعات الزراعية والصناعية أيضًا بأعمالها الضارة بيئياً والتي تتسبب بإزالة الغابات واستنزاف التربة.

* زيادة عدد سكان العالم: مع زيادة عددهم بطريقة مطردة منذ القرن الثامن عشر حتى الآن، ارتفعت حاجتهم أيضاً إلى المزيد من الموارد الطبيعية الأساسية مثل الماء والطاقة والمواد الخام وغير ذلك الكثير مما قد يشكل عبئاً هائلاً خلال العقود القليلة المقبلة.

الحلول المحتملة لمجابهة أزمة الماء العالميّة :

* تنفيذ سياسات ترشيد الاستهلاك: تشجيع المواطنين والشركات على تقليل استهلاكهم للمياه عبر حملات تثقيفية وإطلاق برامج حوافز للاستثمار في تكنولوجيا جمع وتحلية المياه الحديثة.

* تحسين نظام إدارة موارد المياه: اعتماد نظم متكاملة لجمع البيانات حول كميات المياه المتاحة وتوزيعها ومراقبة جودتها واتخاذ القرارات بناءً عليها لحماية الحقوق المشروعة للمستخدمين المختلفين لهذه السلعة الهامّة.

* تعزيز الطاقة النظيفة والأنظمة الذكية للإدارة: تعتمد العديد من التقنيات الجديدة على استخدام مصادر طاقة متجددة وبرامج تحكم ذكي لتوفير طرق مبتكرة لتخزين وتنقية وإعادة تدوير مياه الشرب.

* تشجير المناطق الصحراوية: تعزيز غطاء الأشجار والأعشاب لمنطقة محيط حوض نهر النيل مثلا حيث يمكن للأشجار المساعدة بتجميع الرطوبة داخل التربة ومن ثم خفض معدلات تبخر المياه وخلق ملاذ موسمي مرغوب به للحياة البرية.

ومن الجدير بالملاحظة هنا التأكيد الحاسم بأن كلتا الحلول القصيرة المدى وطويل المدى ستكون ضرورية للتغلب على شح المياه المستقبلي والذي يعد أحد أكبر التحديات التي نواجهها عالمياً حالياً - ليس إلا جزء صغير من الصورة الأكبر وهو نقص الموارد الأساسية الأخرى أيضاً. لذلك فإن العمل المُضطرد نحو تحقيق مجتمع سليم بيئياً وكفى بالتخطيط الدقيق لتحقيق الاكتفاء الذاتي سيكون أمرا أساسيا لمعرفة كيفية مساعدة البشرية على تجنب كارثة محتملة في مجال الصحة العامة والاقتصاد والثقافة والعلاقات الدولية ذات الصلة.


ثامر بن جلون

8 وبلاگ نوشته ها

نظرات