لطالما أثارت أخبار طرفة بن العبد ريبتي. أين ذهب شعره الذي لم يبق بأيدي الرواة المُصحّحين إلا أقلّه؟

لطالما أثارت أخبار طرفة بن العبد ريبتي. أين ذهب شعره الذي لم يبق بأيدي الرواة المُصحّحين إلا أقلّه؟ ما الظلامة التي شكاها ضد ابن عمّه مالك في معلّقته؟

لطالما أثارت أخبار طرفة بن العبد ريبتي. أين ذهب شعره الذي لم يبق بأيدي الرواة المُصحّحين إلا أقلّه؟ ما الظلامة التي شكاها ضد ابن عمّه مالك في معلّقته؟ ماذا نصنع بالرواية السخيفة التي تصوّره أعرابيًا ساذجًا يسير إلى حتفه برجليه طمعًا في الحِباء؟ https://t.co/3fsePqcFPz

إن كان هناك خُلقٌ يغلب على طرفة فإنكاره الشديد للظلم. قال عندما مات أبوه وأبى أعمامه قسمة ماله: ما تنظرون بحقّ وردة فيكمُ صغر البنون ورهط وردةَ غيّبُ قد يبعثُ الأمرَ العظيمَ صغيرُه حتى تظلَّ له الدماءُ تصببُ والظلم فرّق بين حيي وائلٍ * بكرٌ تساقيها المنايا تغلبُ.

لكنّ هذه النفسَ الأبيّة، وهذه الثورةَ على الظلم، أورداه حتفه وهو لم يجاوز السادسة والعشرين، وكان أول ما أثار ذلك صراع عائلي بين اللخميين بدأ بجلوس عمرو بن هند على عرش الحيرة، فجعل لأخيه قابوس أمر البادية، بينما تجاهل أخاه عمرو بن أمامة تمامًا لأنّه من أمٍ أخرى.

انتفض ابن أمامة ثائرًا على أخيه، واستنجد بملوك اليمن فأمدّوه، حتى إذا كان في موضع يُقال له قضيب انتقض عليه جيشه وذبحوه، وهو ما يذكره طرفة حين يقول: أعمرَو بن هندٍ ما ترى رأيَ معشرٍ أفاتوا أبا حسانَ جارًا مجاورا فإنّ مرادًا قد أصابوا جريمةً * جهارًا وأضحى جمعهم لك واترا.

يزعم رواةٌ أنّ طرفة كان ممن خرج مع عمرو بن أمامة مما أغضب الملك عليه، وهذا بعيد، فلو كان ممن خرج لما تجرّأ أن يطأ بلاط ابن هند فيما بعد، ثم إنّه يقول في نفس القصيدة: أنِفتُ لهُ على عداوة بيننا * وقلتُ قتيلٌ ما قتيلُ يَحَابرا ؛ وهذا ينفي خروجه مع الجيش. ما الذي أغضب ابن هند إذن؟


يسري الفاسي

17 博客 帖子

注释